الاثنين، 5 مايو 2014

صور متحركه




{‏يَا أَيُّهَا الَّـــــــذِينَ
آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُــــــــــــــــمْ
عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّــــــــــــــــــــــــــهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ
ذَلِكُمْ خَيْرٌلَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَــــــــــمُونَ
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ
جَنَّــــــــــــــــــــــــــاتٍ
تَجْـــــــــــــــــرِي
مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
وَمَسَاكِنَ طَيِّبةً
فِــــــــــــــي
جَنَّاتِ عَدْنٍ
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَــــــــــــا
نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ‏}
‏ ‏[‏الصف‏:‏10 ـ 13‏]‏‏.‏

صدق الله العظيم
000
00
0


 













حزب التحرير أقصر طريق لهدم دين الإسلام و خداع المسلمين بشعارات الحق المراد بها الباطل :بسم الله و الحمد لله و الصلاة على الرسول eإن أي مسلم يطلع على المبادئ الحقيقية المعلنة لما يسمى بـ ( حزب التحرير ) سيتأكد و سيكون على يقين من أن هذا الحزب هو من معاول الهدم لدين الإسلام سواء في أصول الدين أو فروعه .
إن هذا الحزب الخبيث هو فرقة من الفرق الضالة التي حذر منها النبي e لأنه يدعو و يتبنى البدع الكبرى و يتبنى أصولاً مخالفة لأصول أهل السنة و الجماعة ؛ فهذا الحزب أنشأه أشعري هو تقي الدين النبهاني حفيد يوسف بن إسماعيل النبهاني الذي كان أحد غلاة التصوف وصاحب الكتاب الضخم المشهور ( جامع كرامات الأولياء ) = [ الأعلام للزركلي 8/218].
لقد ولد تقي الدين النبهاني سنة 1909 بقرية ( إجزم ) بقضاء حيفا في فلسطين ؛ وله كتب عديدة منها ( رسالة العرب ) التي تظهر توجهه القومي حيث كان عضوا في كتلة القوميين العرب ويظهر أنها من أوائل ما كتب قبل مرحلة تأسيس الحزب ولست أدري إن كان قد صرح عن التراجع عن هذا الكتاب. ومنها كتاب (نظام الأسلام) و(نداء حار الى العالم الأسلامي) و(التكتل الحزبي) و(نظام الحكم في الأسلام) و(أسس النهضة) و(نظام الأسلام) و(الشخصية الأسلامية).
و تأسس حزب التحرير الضال عام 1953 ، إن هذا الحزب الضال يرفع ككل الفرق الضالة شعار حق يراد به باطل ؛ فالشعار الأساسي الذي يرفعه حزب التحرير الضال هو ( عودة الخلافة الإسلامية ) و التباكي على ضياع الخلافة الإسلامية ؛ و هذا هو الطعم الذي يقدمه حزب التحرير للسذج و المغفلين كي يخدعهم و يوقعهم في شباكه ؛
و لكن السؤال :
ما طبيعة تلك الخلافة التي يدعو لها حزب التحرير ؟!
هل هي على القرآن و السنة و منهج الصحابة و السلف الصالح و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ؟!!
إن الإجابة على تلك الأسئلة تتضح من خلال التعرف على المبادئ الضالة التي يدعو لها هذا الحزب المضل :
· عودة الخلافة الإسلامية ( زعموا ) هي الركن الأول في الإسلام عند
· ( حزب التحرير ) !!!!!!!!!
يعتقد حزب التحرير أن مطلب الخلافة و عودة الخلافة هي العقيدة التي لها الأولوية على جميع جوانب العقيدة الأخرى، وكأن الله قال (وما خلقت الجن والأنس إلا لاقامة الخلافة) وكأنه قال (إن الله لا يغفر أن لا تكون خلافة ويغفر ما دون ذلك لكن يشاء) .
فجعل ( حزب التحرير ) مسألة عودة الخلافة الأسلامية شعارا بل عقيدة تطغى على العقيدة ؛ و أن كل شؤون الدين معطلة مرهونة بقيام الخليفة واستعادة منصب الخليفة .
والمطلع على منهج حزب التحرير يلحظ شغف الحزب بموضوع الخلافة ، ولا يرى مأساة للأمة غير ضياع الخلافة وكأنه لا يرى ضياع عقيدتها وتوحيدها الذي كان السبب المباشر لضياع خلافتها.
ولقد بلغ الغلو بالحزب أن جعلوا كل عمل اسلامي موقوفاً على عودة الخلافة، وعندهم لا تقوم قائمة حتى يأتي الخليفة فقد قال عمر بكري ( في غياب الخليفة لا يوجد شيء اسمه قضاء).=[شريط الصيام 0.25].
و إذا ناقشتهم في أمور الشريعة و التوحيد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يقولون لك (دع الحديث عن هذه الأمور حتى تقوم الخلافة، لأن الخليفة اذا قام سوف يغير كل هذه المنكرات بجرة قلم !!!!!!! ))
فاذا قامت الخلافة نهوا أيضا عن التحدث حول هذه الأمور لأنها قد تفرق وحدة المسلمين وتهدد بزوال الخلافة. وهكذا تقوم الساعة ولا يقوم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر.
فهل يتوقع حزب التحرير أن يتسلم الخلافة مكافأة على انحرافاته كتشكيكه بالسنة و إفساده في التوحيد و الشريعة و موالاته لأهل الكفر و الزندقة و البدع ؟
أ أعددتم للخلافة جحود أحاديث الآحاد التي تمثل معظم أخبار السنن وما عند البخاري ومسلم؟
أعددتم لها تمجيد العقل وتقديمه على النقل على غرار المعتزلة؟
أعددتم لها مصافحة المرأة وتقبيلها والنظر الى الصور العارية؟
أعددتم لها تشكيك الناس في عذاب القبر ونعيمه ونزول المسيح وظهور المهدي ومعراج النبي؟
أعددتم لها خليفة رافضيا؟
فالحمد لله الذي لم يجعل الخلافة عن طريق حزب التحرير والا لخذلونا وجعلونا لقمة سائغة للباطنيين الذين يعتقدون “عقيدة الرجعة” وقيام صاحب الزمان بفارغ الصبر للانتقام من زوجات النبي وأصحابه! نحن نمهد للخلافة بتـنظيف الطريق اليها من بدع المبتدعين وشرك المشركين وتحريف المحرفين والدعوة للعودة الى ما كان عليه الأسلاف الأولين ليمنحنا الله هذه الخلافة التي ما فقدناها الا بسبب مخالفتنا نهج السلف الصالح.
ترى أين سيسير بنا هؤلاء المغفلون لو رضينا بهم قادة للعالم الاسلامي وسلمناهم زمام الخلافة؟

الأمة عند حزب التحرير كلها آثمة
ويعتبر التحريريون كل المسلمين آثمين في أيامنا لأنهم لم ينصبوا خليفة من غير تفريق بين حالة عجز الشخص وحال استطاعته. رغم أن الرسول فرق بين الحالتين فقال ( تلزم جماعة المسلمين وامامهم) قال: فان لم يكن لهم امام (أي خليفة) أو جماعة؟ قال: تعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تلقى الله وأنت على ذلك).=[رواه مسلم وهو عند البخاري] ولم يقل له تكون آثما لأنك لم تنصب الخليفة.
وهذا الحديث عندهم آحاد وليس بمتواتر. ولكن: أليس من حقنا أن نطالبهم أن يثبتوا عقيدة تحريم الأخذ بخبر الآحاد في العقيدة بدليل متواتر قبل مطالبتنا بالتسليم لهم بذلك؟ وهو ما لن يجدوه: لا من القرآن ولا من السنة ولا من الصحابة وتابعيهم.

احتجاجهم بحديث من مات وليس في عنقه بيعة
ولكن:هل يحق لهم وحدهم الاحتجاج بالآحاد متى شاؤا ؟
فانهم يحتجون بقول النبيصلى الله عليه وسلم (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) وهذا الحديث رواه مسلم عن ابن عمر بلفظ ( من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه…) فهذا حديث غير متواتر فكيف جاز لهم ذلك ؟
ثم انهم لا يروون الحديث كاملا لأن ذلك يكشف سوء استدلالهم، هم حزب، وانما يريدون تكثيف الأتباع فيحتجون بالقطعة الأخيرة من الحديث فقط. ومعنى الحديث النهي عن الخروج على الامام أو رفض اعطائه البيعة. وروى مسلم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فانه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات عليه الا مات ميتة جاهلية). وفي الحديث الذي رواه أبو هريرة ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية).
فهذه النصوص تتعلق بوجوب طاعة الامام القائم لا عن وقت لا أمير فيه ولا بأمير الحزب الذي كثر انشاء أمثاله على غرار احزاب الكفر التي أعجب بها الحزبيون الاسلاميون وكان لهم فيها أسوة فاقتدوا بها ولم يقتدوا بسيرته صلى الله عليه وسلم النبوية التي فيها خلاص للأمة مما تواجهه.
وليس معنى الحديث أن الذي يموت في زمن ليس فيه جماعة ولا امام أنه يموت ميتة جاهلية. بدليل حديث حذيفة السابق.
وما ذنب عوام المسلمين ان قدر الله لهم أن يوجدوا في زمان ليس فيه خليفة. والله تعالى يقول (لا يكلف الله نفسا الا وسعها).

إنه من المعلوم من الدين بالضرورة عند المسلمين أن الركن الأول في الإسلام و قضية المسلم و المسلمين الأولى هي ( التوحيد و تعبيد الناس لله رب العالمين ) ،
أما عند ( حزب التحرير ) فالقضية الأولى و الركن الأول هو ( عودة الخلافة )
وما من شك في أن الخلافة مطلب مهم وأساسي في الأمة لتعود لها سيادتها، ولكن مع أهميتها فانها وسيلة لتحقيق التوحيد الذي هو الغاية التي خلق الله البشر لأجلها، ولا يجوز إهمال الدعوة الى التوحيد حتى وإن فقدت الخلافة، ولا يجوز تقديمها عليه، ولا يجوز جعل الغاية وسيلة والوسيلة غاية. هذا قلب لسلم الأولويات ومخالفة لمنهج النبوة. ولا يجوز ايقاف العمل لهذه الغاية حتى تتحقق الوسيلة. فان الخلافة تمكين، والتمكين مكافأة ربانية لالتزام المجتمع بأمر الله، والتمكين له شرطان (يعبدونني لا يشركون بي شيئا).
المهم في الخلافة أنها خادم تخدم الدعوة الى التوحيد – أهم أنواع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تحتاجه البشرية جميعها.
لقد عرض هؤلاء التحريريون – المختلون عقلياً – عرضوا الخلافة على الخميني وأن يبسطوا إليه أيديهم لمبايعته على المنشط والمكره.
وفاتهم أن الخلافة القادمة تكون على منهاج النبوة، ومنهج الخميني مخالف لمنهاج النبوة، ثم ان الخميني لم يبال بوفد الحزب الذين قابلوه ليعرضوا عليه هذا الأمر حتى وإن أثنى الحزب عليه وعلى كتابه الحكومة الاسلامية.
فان الخلافة يجب أن تقوم عند الخميني على منهاج نصير الدين الطوسي سفاح بغداد ومحمد ابن العلقمي، الرافضيان اللذان=[كانا وزيرين شيعيين عند الخليفة العباسي (إنظر تفاصيل خيانتهما في البداية والنهاية 13/200-219 وكتاب دول الأسلام للذهبي 159]. تسببا في قتل مليوني مسلم وتسليم بغداد الى التتار، ولا يستحيي الخميني من الثناء على الطوسي ويصرح بأنه ما من أحد قد أسدى خدمات للاسلام مثله. ذكر ذلك في كتابه (الحكومة الاسلامية) الذي أبدى حزب التحرير إجابه الشديد به حتى قالوا: أفضل شيء عمله الخميني على الاطلاق هو تأليفه لكتاب “الحكومة الاسلامية”.


مـاذا قدمتـم للخــلافة
وحزب التحرير يريد الخلافة ولكن: ما هي الخطوات التي اتخذها في سبيل ذلك؟
عرض على الخميني أن يكون خليفتنا؟ هل أعطاهم المسلمون تفويضا بالمفاوضة مع الخميني باسمهم؟
أليسوا يزعمون أن خلافتهم ستكون بالشورى؟ هل شاوروا الأمة قبل أن يعرضوها على رافضي؟
أهذه الخلافة الراشدة المنتظرة، أن تقوم على يد الخميني؟
خلافة تحت راية الخميني وتحت راية من يشتمون الصحابة ويتهمونهم بتحريف القرآن ويطعنون في زوجات نبينا ويتخذون المقابر مساجد ويحافظون على أحقاد الفتن القديمة بإحياء حفلات عاشوراء وانتظار عقيدة الرجعة يوم الانتقام الموعود؟! إن خلافةً كهذه لا تقوم .
· انحراف حزب التحرير مع الفرق الضالة مثله :
هذا الحزب المضل الضال المسمى بـ ( حزب التحرير ) يوالي الفرق الضالة مثله ( كالصوفية و الرافضة و …. ) لكي يُـرجع الخلافة الصوفية القبورية الأشعرية الخرافية التي سقطت في أوائل القرن العشرين متمثلة في الدولة العثمانية الصوفية القبورية الأشعرية الخرافية ؛ فلا يتحدث هذا الحزب حول هذا الشرك المنتشر بين الناس بل يتحالف مع من يخالفون هذا التحذير القرآني كالشيعة والصوفية.
ولا نعجب حينئذ أن نرى الحزب يقلل من شأن المذهب الشيعي ويجعله مذهبا خامسا الى جانب المذاهب الأربعة الشافعية والحنابلة والحنفية والمالكية فيقول:
(ليس هناك فرق بين شافعي وحنفي وجعفري وزيدي، فكل حكم شرعي استنباطه من قبل أي مجتهد حسب الأدلة الشرعية… وأما ما يثار من تفريق أو تمزيق بين سني وشيعي فإن وراءه قوى حاقدة على الأسلام يقف الحزب ضدها ويحاربها بكل ما يستطيع).=[مجلة الوعي التحريرية. العدد75 ص23. السنة السابعة 1993].
و لقد وصل الضلال بهذا الحزب الأفاك المنحرف أن يذهب وفد من
( حزب التحرير ) للخوميني الرافضي الهالك ليعرض البيعة له ليكون هو خليفة المسلمين مقابل استجابته لبعض الشروط.
وذهب وفد من الحزب الى لهذا الغرض وقابلوا الخميني وعرضوا عليه الخلافة ووعدهم خيرا، غير أنه تجاهلهم بعد ذلك ولم يرسل اليهم أي جواب مما اضطر الحزب الى إرسال رسالة اخرى يعاتبه فيها على هذا التجاهل عنوانها (نقد الدستور الأيراني) وقد اعترفت مجلة الخلافة التحريرية بذلك.=[العدد 18 تاريخ 4/8/1989 الصفحة الثانية].
وامتدحت مجلة (الوعي) التحريرية كتاب الخميني (الحكومة الأسلامية) الذي صرح فيه بأن الأئمة أفضل من الملآئكة المقربين والأنبياء المرسلين.=[الحكومة الأسلامية ص 52].
أ رأيتم مدى الضلال الذي وصل إليه التحريريون هؤلاء المختلون عقلياً ؟!!!!!!!!
ولم يبال الحزب بهذا الكفر والشرك لأن التحذير من الشرك ليس من أولويات عمله فان الأولوية للسياسة والخلافة فقال التحريريون:
( أهم عمل سياسي قام به الأمام الخميني هو تأليفه كتاب {الحكومة الأسلامية} وملاحقته هذا الأمر حتى ألف الحكومة نفسها… وقد أطلق الخميني شعار: لا شرقية ولا غربية بل اسلامية… وهذا لا يعني أن الخميني لم تكن له أخطاء ولكن ليس الآن وقتها)=[مجلة الوعي التحريرية عدد 26 السنة الثالثة ذو القعدة 1409 حزيران 1989].
إن غلو التحريريين في مسألة الخلافة جعل كل إثم سوى إثم فقدان الخلافة صغيرا.
فهم لا يجهلون أن الشيعة يسبون صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ويتهمونهم بتحريف القرآن ويسبون امهات المؤمنين. ولكن صغر ذلك في عيني الحزب بالنسبة لما هو أعظم عندهم من مسألة تحريف القرآن، وهو قضية الخلافة ولو كانت على حساب تحريف القرآن وسب الصحابة وعبادة أهل البيت.
فهم مستعدون للتنازل عن العقيدة والتغاضي عن المخالفات فيها من أجل مصلحة السياسة واسترداد الخلافة (زعموا).
وموضوع كتاب الخميني (الحكومة الأسلامية) يتفق وطروحات الحزب، فلذلك شعروا بوحدة الأفكار والطروحات بينهم وبينه فتجاهلوا التباعد العقدي بينهم وبينه، لأن الخلافة عندهم هي العقيدة، وكل شأن من شئون الأمة فهو معطل مؤخر متروك حتى تقوم الخلافة!!.
ورأوا في (قم) بصيص أمل لعودة الخلافة من هناك. فلهذا ذهب الحزب اليه وعرض عليه أن يكون خليفة المسلمين. وهذه بدائية تامة في حقل العمل الأسلامي. وتجاهل للحدود العقائدية التي لا يجوز تجاوزها مهما كانت الأسباب.
وفاتهم أن الخلافة القادمة تكون على منهاج النبوة، ومنهج الخميني مخالف لمنهاج النبوة، ثم ان الخميني لم يبال بوفد الحزب الذين قابلوه ليعرضوا عليه هذا الأمر حتى وإن أثنى الحزب عليه وعلى كتابه الحكومة الاسلامية.
فان الخلافة يجب أن تقوم عند الخميني على منهاج نصير الدين الطوسي سفاح بغداد ومحمد ابن العلقمي، الرافضيان اللذان=[كانا وزيرين شيعيين عند الخليفة العباسي (إنظر تفاصيل خيانتهما في البداية والنهاية 13/200-219 وكتاب دول الأسلام للذهبي 159]. تسببا في قتل مليوني مسلم وتسليم بغداد الى التتار، ولا يستحيي الخميني من الثناء على الطوسي ويصرح بأنه ما من أحد قد أسدى خدمات للاسلام مثله. ذكر ذلك في كتابه (الحكومة الاسلامية) الذي أبدى حزب التحرير إجابه الشديد به حتى قالوا: أفضل شيء عمله الخميني على الاطلاق هو تأليفه لكتاب “الحكومة الاسلامية”.
ترى أين سيسير بنا هؤلاء المغفلون لو رضينا بهم قادة للعالم الاسلامي وسلمناهم زمام الخلافة؟
مـاذا قدمتـم للخــلافة
وحزب التحرير يريد الخلافة ولكن: ما هي الخطوات التي اتخذها في سبيل ذلك؟
عرض على الخميني أن يكون خليفتنا؟ هل أعطاهم المسلمون تفويضا بالمفاوضة مع الخميني باسمهم؟
أليسوا يزعمون أن خلافتهم ستكون بالشورى؟ هل شاوروا الأمة قبل أن يعرضوها على رافضي؟
أهذه الخلافة الراشدة المنتظرة، أن تقوم على يد الخميني؟
خلافة تحت راية الخميني وتحت راية من يشتمون الصحابة ويتهمونهم بتحريف القرآن ويطعنون في زوجات نبينا ويتخذون المقابر مساجد ويحافظون على أحقاد الفتن القديمة بإحياء حفلات عاشوراء وانتظار عقيدة الرجعة يوم الانتقام الموعود؟! إن خلافةً كهذه لا تقوم.
أعددتم للخلافة جحود أحاديث الآحاد التي تمثل معظم أخبار السنن وما عند البخاري ومسلم؟
أعددتم لها تمجيد العقل وتقديمه على النقل على غرار المعتزلة؟
أعددتم لها مصافحة المرأة وتقبيلها والنظر الى الصور العارية؟
أعددتم لها تشكيك الناس في عذاب القبر ونعيمه ونزول المسيح وظهور المهدي ومعراج النبي؟
أعددتم لها خليفة رافضيا؟
فالحمد لله الذي لم يجعل الخلافة عن طريق حزب التحرير والا لخذلونا وجعلونا لقمة سائغة للباطنيين الذين يعتقدون “عقيدة الرجعة” وقيام صاحب الزمان بفارغ الصبر للانتقام من زوجات النبي وأصحابه! نحن نمهد للخلافة بتـنظيف الطريق اليها من بدع المبتدعين وشرك المشركين وتحريف المحرفين والدعوة للعودة الى ما كان عليه الأسلاف الأولين ليمنحنا الله هذه الخلافة التي ما فقدناها الا بسبب مخالفتنا نهج السلف الصالح.
· إن حزب التحرير هو حزب أشعري ماتريدي و يتبنى أيضاً مبادئ فرقة المعتزلة البائدة :
فحزب التحرير يقدم العقل ( المقصود عقولهم الفاسدة الزنخة ) على الوحي ( قرآناً أو سنة ) فيجعل ( حزب التحرير ) العقل مناطاً للعقيدة و العبادات و يحكم على نصوص الوحيين الكتاب و السنة من خلال العقل فإن وافقت نصوص الوحيين العقول الفاسدة للتحريريين فيقبلونها و إن لم توافق نصوص الوحيين عقولهم الفاسدة فلا حجية لنصوص الكتاب و السنة عندهم لأنهم يقدمون عقولهم الفاسدة على الوحيين و العياذ بالله تعالى
· حزب التحرير هو حزب أشعري ماتريدي لذا فهو على تلك العقيدة الفاسدة الأشعرية المعادية للعقيدة التي علمها النبي e للصحابة بما تشتمل عليه العقيدة الأشعرية الفاسدة من الإلحاد في صفات الله تعالى بتأويلها أو تفويضها كلها ماعدا ثلاثة عشر صفة إضافة إلى أن مآل قولهم هو القول بخلق القرآن و إنكار رؤية المؤمنين الله تعالى يوم القيامة
· إضافة لذلك فمن أصول حزب التحرير رد أحاديث الآحاد الصحيحة و لو كانت في الصحيحين البخاري و مسلم ؛ و على ذلك فالتحريريون لا يؤمنون بعذاب القبر و لا بنزول المسيح الدجال و لا يؤمنون بأي خبر جاء عن طريق الآحاد و العياذ بالله تعالى من الضلال
· الفتاوىالجائرة للفرقة الضالة ( حزب التحرير ) : فثالثة الأثافي تصدرهم للفتوى واستخفافهم بأهل العلم بل والطعن فيهم بالعمالة,مما جرّأهم للتصدر لهذا الأمر العظيم ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن… وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) ومن فتاواهم الزائغة:
1ـ من تزوج بأحد محارمه يسجن عشر سنوات, وهذه الفتوىمخالفةلحكم النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت في مسند أحمد من حديث البراء بن عازبأنهعليه الصلاة والسلام حكم على رجل تزوج امرأة أبيه بضرب عنقه.2ـ تقبيلالمرأةالأجنبية -ليست بمحرم – مباح وليس حراماً.3ـ سقوط الصلاة والصوم عن رائدالفضاءالمسلم .4ـ جواز مصافحة النساء الأجانب.5ـ النظر إلى صورة المرأة الأجنبية ليس بحرام ولو بشهوة وكذلك اباحة النظر إلى الصور العارية.
6ـ يجوز زواج المتعة.
7ـ إباحة الغناء.
8ـ التبرج يُرجع فيه إلى المجتمع, فما يقدّرهُ المجتمع بشأنه يكون هو المعتبر.
9ـ يجوز دفع الجزية من قبل الدولة المسلمة للدولة الكافرة.
10ـ يجوز الركوب في وسائل المواصلات <البواخر والطائرات..> التي تملكها شركات أجنبية مع تحريم هذا الركوب إن كانت مملوكة لشركات أصحابها مسلمون؛ لأن الأخيرة ليست أهلاً للتعاقد في نظرهم.
11ـ يرون أن كنز المال حرام ولو أخرجت زكاته.
12ـ تفسيرهم ملكية الأرض بمعنى زراعتها, والذي يهملها ولا يزرعها لمدة ثلاث سنوات, تؤخذ منه وتعطى لغيره، ولا يجوز تأجير الأرض للزراعة عندهم إطلاقاً.
13- و جواز كون القائد في الدولة المسلمة كافراً مخالفاً الإجماع على خلاف ذلك و أنه يشترط في إمامة المسلمين أن يكون مسلماً غير كافر .
14-وسقوط الصلاة عن رجل الفضاء المسلم ، وكذلك سقوط الصلاة والصوم في القطبين ، معان الحديث الذي يتكلم عن الدجال – وفيه ” يوم بسنة ” – فسالوا النبي صلى الله عليهوسلم عن العبادة فيه ، فقال : ( اقدروا له ) صححه الألباني
فيتضحلنا مما سبق : أنجماعةحزب التحرير ضررهم على المجتمع أكثر من نفعهم، فإنه يؤخذ عليهم مخالفة عقيدةأهلالسنة والجماعة في تقديم العقل على النصوص الشرعية؛ موافقة لأهل الكلام منالمعتزلهوغيرهم؛ مما دفعهم لإنكار عذاب القبر وظهور المسيح الدجال، بالإضافة إلىإهمالهمالجوانب التربوية وتخليهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن تقومالدولةالإسلامية!!، وإصدار فتاوى شاذة عن الفقه الإسلامي.نسألهالله للجميعالهدايةوالثبات على الكتاب والسنة،،
· حزب التحرير الأشعري على عقيدة الأشاعرة الفاسدة في الإيمان فحزب التحرير يُخرج العمل من مسمى و يجعل الإيمان هو مجرد التصديق بلا عمل و هذه العقيدة الفاسدة هي عقيدة المرجئة التي ينتحلها الأشاعرة و الماتريدية و حزب التحرير على منوالهم
فعرف النبهاني “الإيمان ” بقوله : ( ومعنى الإيمان هو التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل )[1]اهـ
وهو تعريف مخالف لما عليه أهل السنة والجماعة ، موافق لتعريف أهل التجهم والإرجاء قال الشهرستاني رحمه الله ذاكرا مذهب الأشاعرة : ( قال ‏:‏ الإيمان هو التصديق ).[2]اهـ
وقال ابن حزم رحمه الله : ( الجهمية والأشعرية ، وهما طائفتان لا يعتد بهما . . . يقولون ؛ الإيمان هو التصديق بالقلب فقط )[3] اهـ
أما تعريف أهل السنة والجماعة للإيمان فهو : ” قول باللسان وعمل بالأركان وعقدبالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان “[4].
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله : ( والمشهور بين السلف وأهل الحديث أن الإيمانقول وعمل ونية ، وأن الاعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان ، وحكى الشافعي على ذلكإجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركهم ) [5].اهـ
وقال أبو حاتم وأبو زرعة : ( أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً وعراقاًوشاماً ويمناً – فكان من مذهبهم ؛ الإيمان قول وعمل ) [6]. اهـ
وقال أبو بكر الآجري رحمه الله: ( اعلموا رحمنا الله وإياكم ان الذي عليه علماءالمسلمين ؛ أن الإيمان واجب على جميع الخلق ، وهو تصديق بالقلب ، وإقرار باللسان ،وعمل بالجوارح . . . دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء الأمة ) [7]. اهـ
ومن الأدلة على ان العمل داخل في مسمى الإيمان :
1) قوله تعالى : {وما كان الله ليضيع إيمانكم} ، أي ؛ صلاتكم إلى بيت المقدس ، فسمى الصلاة التي هي من الاعمال ايمانا .
2) قوله تعالى : {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيمواالصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ، فجعل إقامة الصلاة وايتاء الزكاة – وهمامن الاعمال – من الدين ، والدين هو الإيمان ، كما جاء في حديث جبريل المشهور ، بعدان سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلاموالإحسان ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم ))[8].
) 3ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد قيس: (( آمركم بالإيمان بالله وحده ، اتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ )) ، قالوا : الله ورسوله أعلم ؟ ، قال : (( شهادة ان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله وإقام الصلاة وايتاء الزكاة وان تعطوا من المغنم الخمس )) [9] [9]، فجعل القول والعمل من الإيمان .
4) وقوله صلى الله عليه وسلم : (( الإيمان بضع ‏وسبعون‏ ‏شعبة ، ‏فأفضلها ‏قوللا إله إلا الله ، وأدناها ‏إماطة ‏الأذى ‏عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان ))[10].
ولولا خشية الاطالة ، لذكرنا المزيد من الادلة .
وزيادة على مخالفة تعريف الحزب للـ ” إيمان ” لنصوص الكتاب والسنة ، فانه ايضاواضح البطلان .
إذ يلزم منه ان يكون فرعون مؤمن ، فإنه كان مصدق ، بل موقن بصدق موسى عليهالسلام ، قال سبحانه : {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا} .
وعلى تعريفهم يكون اليهود الذين صدقوا واقروا برسالة رسول الله صلى الله عليهوسلم واستيقنوها ولم يتبعوه مؤمنين كذلك ، قال سبحانه : {الذين آتيناهم الكتابيعرفونه كما يعرفون أبنائهم} .
بل يلزم من تعريفهم للإيمان بالتصديق ، ان ابليس نفسه مؤمن ، فهو مصدق مقر بانالله ربه وخالقه ، قال سبحانه : {يا ابليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرتأم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاخرج منهافانك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين * قال رب انظرني إلى يوم يبعثون * قال فانكمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم * قال فبعزتك لاغوينهم أجمعين إلا عبادك منهمالمخلصين} .
· حزب التحرير يرى عدم التعرض للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك لديهم من معوقات العمل المرحلي الآن ، فضلاً عن أن الأمر والنهي إنما هما من مهمات الدولة الإسلامية عندما تقوم .
فلا يرى الحزب القيام بأي أعمال من دعوة الى صلاة أو صيام أو إقامة حد أو غيرها من الأحكام لأن هذه الأحكام في نظره لأن هذه الأحكام في نظره من خصوصيات الدولة الأسلامية بعد قيامها. وعندهم لاتقوم قائمة حتى يأتي الخليفة فقد قال عمر بكري (في غياب الخليفة لا يوجد شيء اسمه قضاء).=[شريط الصيام 25,].
· تطبيق أمر الحاكم مقدم على تطبيق الشريعة !!
ومن عقائدهم: (وجوب طاعة الخليفة فيما تبناه من الأحكام ولو خالف النص في وجهة نظر المأمور) وأن العمل جرى على ذلك في عصر الخلافة الراشدة والمسلمين الأولين.[الدولةالأسلامية108 ].
وهذا يناقض قول النبي صلى الله عليه وسلم(انما الطاعة في المعروف) وقوله (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
ويناقض ما قاله أول الخلفاء أبو بكر “أطيعوني ما أطعت الله فيكم فان عصيته فلا طاعة لي عليكم” فهؤلاء يدعون الى الخلافة ويخالفون أول ما قاله الخليفة الأول أبو بكر رضي الله عنه .
فانظر كيف قصر التحريريون الأمر على مخالفة مخالفة النص في وجهة نظر المأمور ولم يفترضوا أن تكون المخالفة هناك مخالفة حقيقية للنص وللشرع، وكأن الأمير عندهم معصوما ولا يمكن أن يكون مخطئا وانما يكون الخطأ سوء فهم من المأمور! إن هذا هو التحكم بعينه في المأمور على طريقة الصوفية (لا تعترض فتنطرد).
[1] الشخصية الإسلامية ص 15 ، فصل العقيدة الإسلامية ، وهو من كتبهم المتبناة !
[2] الملل والنحل : 1/132 .
[3] المحلى 11/411 ، وقال رحمه الله : ( وأصلهم في هذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الإسلام )
[4] لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة المقدسي رحمه الله
[5] جامع العلوم والحكم ص 26
[6] أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 1/198
[7] الشريعة ص 114 ، باب ؛ القول بأن الإيمان تصديق القلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح ، لا يكون مؤمناً إلا أن يجتمع فيه هذه الخصال الثلاث
[8] متفق عليه
[9] متفق عليه
[10] رواه مسلم
=============
و إليكم بعض المقتطفات الرائعة من كتاب (الرد على حزب التحرير )
للعالم الفاضل ( عبدالرحمن الدمشقية ) حفظه الله و نفع الله به المسلمين أهل التوحيد و السنة
و من أراد تنزيل الكتاب فهو على الرابط
فيقول العالم الفاضل الدمشقية حفظه الله تعالى :
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين. أما بعد:
فقد شهد القرن العشرين بعد نهاية المملكة العثمانية بروز جماعات دينية “مسيسة” التوجه ترى في دخول معترك السياسة أملا في النهضة بالأمة والعودة بها الى ما كانت عليه من عز وقيادة.
وقدم كل من هذه الأحزاب عملا وطرح منهجا كان لابد من دراسته لما فيه خير اللأمة.
ومن هذه الجماعات (حزب التحرير) وهو حزب يحض المسلمين على العمل لاستعادة الخلافة التي سقطت في نظر الحزب منذ بداية هذا القرن ومنذ ذلك الوقت تراجعت الأمة وفقدت كيانها وهيبتها بين الأمم.
غير أن هذه الحركات تجاهلت تراجع الأمة في دينها والذي بسببه تراجعت في دنياها وفقدت من القوة والأرض والسؤدد والكرامة بقدر ما فقدت من دينها. وتخلفت عن الدور الحضاري كنتيجة طبيعية لتخلفها عن الدين، وأكمل الكفار طريق اللم الذي وقفت عنده هذه الأمة، وغدا ضعفها متخلفها فتنة لأمم الكفر الذين وظفوا تقدمهم العلمي لصالح دينهم وجعلوه علامة على صحته.
وتأصلت هذه الحركات على أصول الحماس والعاطفة. وتقلد رايتها أشخاص تعلموا الرغبة والحماس ولم يتعلموا العلم، فتخبطوا وتخبط ورآئهم من تبعهم، واستفاد عدو المسلمين من هذا التخبط وهذه العشوائية. وغلب عليها اعتماد وسائل مرتجلة آلت بالمسلمين الى زيادة ضعف ومنحت عدو المسلمين الذريعة ورآء الذريعة.
وصار العمل الدعوي مرهونا موقوفا تعطله المواقف السياسية فلا دعوا حتى تعود الأرض وحتى يعود الحكم!! ولكن لم تسترد الأرض ولم تسترد الخلافة، ومات كثيرون على ملل الكفر، وتحملت الأمة إثم تركهم بلا دعوة وخسر الأسلام أعدادا هائلة ممن ماتوا على غيره من الملل.
الغزو الثقافي ليس جديدا
ومن الأمثلة على عدم كفاءة هؤلاء في معاينة الواقع ما تراه في كلامهم من كثرة الحديث عن الغزو الثقافي، والتذكير بمؤامرات (دنلوب وزويمر) اللذين لعبا دورا كبيرا في تبديل المناهج الدراسية الأسلامية في الدول العربية بمناهج علمانية.
التصوف وعلم الكلام من الغزو الثقافي
ولكن فات هؤلاء الكلام على حقيقة أهم منها وهي أن :
أمتنا قد تعرضت لأبشع غزو ثقافي منذ قرابة الألف ومئتي سنة حين دخل علم الكلام في أصل دينها ولم يتخلص المسلمون منه حتى اليوم، حتى صار علم الكلام هو المعنى المرادف لعلم التوحيد. ثم دخل التصوف الفلسفي اليوناني تحت ستار الزهد والتوكل والمحبة،
فصرت إذا أردت تعلم اصول الدين وعلوم العقيدة فلا بد من تعلم علم الكلام، وإذا طلبت الزهد ومحبة الله لزمك تعلم علم التصوف.
وعن طريقهما تسربت الى الأسلام آلاف البدع.
وامتزج هذان المصدران الأجنبيان بمناهج التدريس ليس في كتب التعليم العادي فحسب، وإنما في الكليات والجامعات الأسلامية التي يتخرج منها المشايخ والدعاة. وتخرج غالب الدعاة على هذه المناهج المسمومة و صاروا يدافعون عما درسوه ويبررون هذا السم الذي تجرعوه، وصاروا يرمون المنكر عليهم بشتى الأتهامات حتى غلب هذا المنكر من بدع العقائد وبدع السلوك على هذه الأمة وصار المصلح يدخل الساجد ويحوقل مما يراه ويخاف إنكاره.
أردت بذلك بيان أن من لم يشخص الداء لن يمكنه وصف الدواء. ولكن أكثر الحركات الأسلامية لا تتحدث عن ضرورة تشخيص الداء الواقع بالأمة ولذلك لم يعطوا دواء حقيقيا وإنما وصفوا أدوية لا علاقة لها بنوع المرض الذي أصاب الأمة. وتوارث العلماء والعوام هذين المنهجين وانتشرت بدع العقائد والعبادات عبر علوم الكلام وفلسفة التصوف.
فهذا غزو ثقافي لا يكاد يتحدث عنه من يدعون للخلافة بل يجهلونه ويجهلون أن السبب الأصلي في مصيبة هذه الأمة إنما هو من داخلها وليس من الخارج. ولكن للشيطان صوارف يعرف كيف يصرف الناس عنها وتنجح هذه الصوارف بقدر ما عند الناس من جهل ومن عاطفة متحررة من ضابط العلم والتقيد بقيد الشرع وضوابطه. وما لم يدندن المصلحون والدعاة حول هذه القضية فلن يستطيعوا التغيير وإنما الأصل الذي يجب أن ينطلقوا منه:
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بهم )
( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم )
( قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير )
لماذا الكلام عن حزب التحرير
من فضل الله على هذه الأمة أنك لا تجد مخطئا أو ضالا أو مغاليا الا ويقيد الله له من يأمره وينهاه.
ولقد صار لحزب التحرير علامة بها يعرف وهي الطعن في خبر الواحدوعذاب القبر حتى غدت هاتان المسألتان من أهم وأول ما يجب إعتقاده، بل صار جدلهم حول خبر الواحد وعذاب القبر يفوق كلامهم عن الخلافة التي هي قضيتهم الأم وشغلهم الشاغل.
وكان اللائق بهم الأبتعاد عن الخوض في هذه المسائل التي لا خبرة لهم بها بحكم انشغالهم بمسائل السياسة. لكنهم لم يفعلوا، بل أخذوا يثيرون الشبهات ويتهمون مخالفيهم بمخالفة الدين وظهروا للناس بأنهم أكثر إصلاحا وعلما من أهل الحديث.
وقد راعيت في هذا البحث إثراء المسلم ببحث شامل عن خبر الواحد وعذاب القبر ينهي الشغب الذي أحدثه هؤلاء ويغد جامعا لكل بحث تطرق لهذه المسألة بما يساعد الباحث عن الحق حتى من أبناء الحزب على بلوغه في هاتين المسألتين وغيرهما.
ولأن أعضاء الحزب قد يجهلون أن رؤساء الحزب ومنظريه ينطلقون في هذه المسائل من منطلق المذهبين الأشعري والماتردي وهما مذهبان كلاميان ينطلقان من علم الجدل والكلام الذي اتفق أئمة أهل السنة على ذمه والتحذير منه.
و يقول الدمشقية حفظه الله تعالى
ومن هنا يجب تهيئة الرعية للحاكم أو الخليفة المقبل فتقدم الدعوة الى الله على الدعوة الى فقه السياسة وترك الرعية بلا دعوة حتى يأتي الله أعلم متى يكون قدومه!
إن كشف مخططات العدو أمام عامة الناس على المنابر ليس إلا زيادة في توهينهم كما كان يقال للمؤمنين من قبل (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) فما هو الأثر الذي أحدثته تلك الخطب على المسلمين القليديين بعد تحذيرهم من مخططات العدو؟ هل غيرت اتجاهاتهم وأخضعت عندهم الخضوع المطلق لله؟
كم كانوا يخيفون الناس من الشيوعيين الذين انهاروا بين ليلة وضحاها. ولا أذكر حديثا واحدا يحكي أن رسول الله صلىالله عليه وسلم كان يقف على المنبر يحذر من مكر الأعداء ومخططاتهم. ومع ذلك فقد نصره الله.
وكان الأجدى الدعوة الى التمسك بالسنة. وتعليق القلوب بالله واليوم الآخر وتثبيت معنا التضحية والبذل في سبيل هذا الدين. وأن تقرر عندهم أن تسلط العدو علينا مان بسبب من أنفسنا.
همومهم تختلف عن هموم النبي صلى الله عليه وسلم
لقد أصبحت عقيدة التوحيد ثانوية عند هؤلاء لأن أهدافهم صارت أرضية فهم يتحدثون اليوم عن التعايش مع الفئات والفرق الأخرى والتوحيد مع الروافض والدفاع عن الأرض، كل هذا مع تغييب الحديث عن العقيدة.
ولم يكن هذا هم النبي الذي خرج من أرضه من أجل تبليغ الدعوة في مكان يستطيع أن يدعو فيه. بل كان همه إنقاذ من أمكن من البشر حتى أنه رفض عرض ملك الجبال أن يطبق على أهل مكة الأخشبين. فقال (بل أرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده).
وكان يعطي الرجل العطاء وغيره أحب إليه منه مخافة أن يكبه الله في النار.
وكان ابن مسعود يأتي نادي قريش ليسمعها وحي الله، فينهالون عليه ضربا.
ويوجد من يحتج بهذا الأثر وهو حجة عليهم، فإن باستطاعة الواحد منهم اليوم أن يبلغ القرآن في أماكن لا تعرف الأسلام وهي في نفس الوقت لا تمنع من التخدث عنه.
فنحن أمة لا تهتم فقط باسترجاع الأراضي المسلوبة. وإنما نهتم بخراف بني آدم الضالة الشاردة من الهندوس والبوذيين والنصارى واليهود وغيرهم أن يموتوا على ملل قبل دعوتهم ومن دون أن تقام الحجة عليهم. أما الأرض فالعاقبة فيها للمتقين (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
و يقول الدمشقية حفظه الله تعالى
وليحكم حزب التحرير بما أنزل الله
فلا يكفيهم أن يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم (اني لا أصافح النساء، انما قولي لمئة امرأة كقولي لامرأة واحدة) كما في حديث اميمة حين جاء النساء يبايعنه**رواه ابن حبان(14)، الترمذي (1597)، النسائي(7/149)، ابن ماجه (2874)} ولا أن يقول النبي صلى الله عليه و سلم (لأن يُطعن في رأس رجل بمخيط خير من أن يمس امرأة لا تحل له)=[رواه البيهقي والظبراني بإسناد صحيح. (سلسلة الصحيحة للألباني 226]
فانهم بالرغم من هذه الأدلة: أصروا على خطئهم ولم يحكموا بما أنزل الله. فكيف يمكن الله لهم في الأرض وهم يقتصرون على الحكم بما قرر النبهاني.
فهذا يصلح أن يكون دليلا على أن هذه الحركات لم يئن أوانها لتحمل رسالة الاسلام بعد: لأنها لم تستسلم لهذا المنهج تماما بعد، ولقد كادت تلحق بالصحابة هزيمة نكراء لعصيانهم أمر النبي بالثبات على الجبل وعدم مغادرته فكيف الحال بمن ينسبون الى النبي ما ثبت أنه قال وفعل عكسه؟ هل ينصرهم الله على عدوهم.
و يقول الدمشقية حفظه الله تعالى
حماس وراءه الشيعة
ان إغراء الروافض لحركات التهور والتعجل والعاطفة و”الحماس” لا لوجه الله ولا لرفع راية الجهاد=[الروافض يرون أفضل الجهاد جهاد النواصب]، وانما دفعاً لهم نحو حتفهم، هو كمين ينصبه الباطنيون لإنهاك قوى شباب الصحوة وهدر طاقاتهم وتضليلهم عن المسار الدعوي الصحيح وتلميع مذهب الرفض في عيون العامة، كخطوة على استعادة تحرير بلاد السنة واعادتها الى الحظيرة الباطنية والدولة الفاطمية التي حكمت العالم الاسلامي الى أن تم القضاء عليها على يد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.
فهذا مكر شديد يجهله الكثيرون ولكن ربما تجاهله أرباب فقه المصلحة ممن يظنون أن مسايرة أهل البدع سياسة، وهي سياسة لم ينتهجها السلف الصالح. بل كان موقفهم منهم دائماً صريحاً حرصا على العامة من الانخداع بهم وحتى لا يقال: اذا كان الاسلاميون يثنون على مذهب الروافض وينادون بالتوحد معهم فالروافض على حق وليس ثمة فرق بيننا وبينهم الا شدة محبتهم لأهل البيت! فالاضطرابات السياسية ليست شيئا جديدا وقد كانت في عهد أحمد ومالك والشافعي وأبي حنيفة ولم يتحالف منهم أحد مع حامل لواء بدعة من أجل تحقيق مصلحة سياسية مزعومة!
هؤلاء لا عدل عندهم فكيف يكونوا مؤهلين لقيادة الناس الى نشر دين العدل وهم يفتقرون الى العدل؟
أي الخطأين أشد: علماء أهل السنة أم الروافض الذين تلتقون بهم وتتناسون عداءهم لصحابة النبي واتهامهم بالردة والخيانة؟
أين مراجع الحزب العلمية
على أنه من الملاحظ افتقار الحزب الى المرجعية العلمية والىعلماء يرجع اليهم في مسائله، وليس عندهم الا رجل واحد طرق باب الأفتاء مؤخرا، وهو عمر بكري كان ظهوره وبالا للحزب وسقوطا آخر، لقد كان الدور الذي لعبه ضد الخزب وليس لصالحه، فقد ظهر تخبطه في فتاويه ومنهجه.
وسيأتي الكلام عنه بالتفصيل وكيف ادعى تلقي العلم من المشايخ والتخرج من جامعة أم القرى بمكة والجامعة الأسلامية بالمدينة.

الكذب لا يقيم دولة الخلافة
من هو عمر بكري؟
ولقد ارتكب الحزب خطأ باستخدام رجل اسمه عمر بكري فستق (سوري الأصل من مدينة حلب لبناني حاليا) للترويج للحزب تحت شعار مفتي حزب التحرير بالرغم من جهله الظاهر باللغة العربية عامة وبالقرآن الكريم خاصة: قراءة وفهماً وتطبيقاً، وجرأته علي الفتوى.
وهو متعالم وصاحب دعاوى، ودليل ذلك ما زعمه في كتابه (Essential Fiqh) (أصول الفقه) أنه تخرج من جامعات عديدة أهمها جامعة أم القرى في مكة والجامعة الاسلامية في المدينة وجامعة الأزهر في مصر وكلية الشريعة في دمشق.
وقد استخف جماعة من العجم في بريطانيا. وهو يعلم ما لكلمة مكة والمدينة عند العجم من تعظيم ولذلك زعم أنه قضى حياته العلمية يتنقل بينهما.
على أن سيرته غير مجهولة، فانه خلال مكوثه في المملكة لم يطلب العلم في شيء من جامعاتها ولكنه كان موظفا في شركة كهرباء الشرق لصاحبيها شمسان وعبد العزيز الصهيبي في الرياض. ثم انتقل الى فرع الشركة بجدة. ولم يقترب خلال فترة مكوثه هناك من أي جامعة ثم طار الى أمريكا لأشهر يتعلم الانجليزية، ثم هبط فجأة الى لندن وتقلد منصب مفتي الحزب.
ونحن نذكر تاريخه بكل ثقة ونطالبه بإبراز شهاداته من جامعتي أم القرى بمكة والجامعة الاسلامية بالمدينة ان كان صادقا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهو يقرب الناس من التشيع لا سيما في مدرسته التي يقيم الدروس الفقهية فيها على المذهب الجعفري، وهذا كاف في زعزعة الثقة فيه، ويزعم أن الجعفرية من جملة طوائف أهل السنة والجماعة، وأن رسول اللهصلى الله عليه و سلم كان ينادي عند الأذان (حي على خير العمل) وهو في نفس الوقت كثير الطعن في الدعوة السنية ذات النهج السلفي وينعتهم بالوهابيين.
ويتحامل على من لم يقولوا بتحريف القرآن ولا سبوا الصحابة ولا اتخذوا أهل بيته أربابا ولا قالوا بالمتعة ولا بالتقية ولا ينتظرون مهديا آخر ولا طعنوا في كتب الحديث وكذبوها كالبخاري ومسلم: فهل من يسميهم وهابية أكفر وأخطر عنده من أولئك؟ هل هم عنده شر من الروافض؟
ان سرور الحزب بما يفعله عمر بكري من تضليل للبسطاء لعامل جهلهم باللغة هو سقوط وافلاس في الحقيقة حتى قال البعض: زهد أبناء العرب في الحزب فراح يجرب حظه لعله يجد زبائن له بين من لا يفهمون لغة العرب.
=======
هل قام هذا الحزب بعمليات تذكر في فلسطين؟؟؟؟؟؟؟
حزب التحرير هذا شغل خطب و كذب لم نرى أي دور على الأرض غير البيانات !!
========
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ملخّص يسير لأهم مباديء حزب التحرير من كتاب ( حزب التحرير ) لفضيلة الشيخ عبدالرحمن دمشقيّه ـ حفظه الله ـ الذي يقع في في 215 صفحه .
ـ مؤسس حزب التحرير : هو تقي الدين النبهاني حفيد يوسف بن اسماعيل النبهاني الذي كان أحد غلاة التصوف وصاحب الكتاب المشهور والمشحون بالكفريات ( جامع كرامات الأولياء ) .
ولد سنة 1909 م بقرية ( إجزم ) بقضاء حيفا ، وأنشأ الحزب سنة 1948م في بيروت وتوفي هناك سنة 1977م .
عقيدته : ماتردي أكثر مما هو أشعري وهو مقلد للرازي في تمجيد العقل وتقديمه على الأدلة الشرعيّه .
مؤخذات على الحزب :
1 ـ شغلهم الشاغل هو السياسة والدعوة إلى إقامة الخلافة الإسلامية لذلك لا تجدهم يدعون أتباعهم إلى تصحيح معتقداتهم أو إقامة صلاة وصيام وزكاة وغيرها من العبادات .
2 ـ هجرة الكثير من أعضاء الحزب ورؤوسه إلى بلاد الغرب .
3 ـ ليس للحزب عقيدة واضحة ينطلق منها ولا يطرحها ، بل مطلب الخلافة عنده هو العقيده التي لها الأولويات ، وكأنّ الله قال : ( وما خلقت الجن والإنس إلاّ لإقامة الخلافة ) !! .
4 ـ عرض حزب التحرير الخلافة على الهالك ( الخميني ) ـ لعنة الله ـ وهذا دليل على غياب العقيدة عند هذا الحزب وقد ذكر هذا في مجلة ( الخلافة ) التحريرية في العدد 18 تاريخ 4/8/1989 م ، كما إمتدحت مجلة ( الوعي ) التحريرية كتاب الخميني ( الحكومة الإسلاميّة ) المملوء بالكفريات في عددها الـ 26 سنة 1989 م حيث قالت : ( أهم عمل سياسي قام به الإمام الخميني هو تأليفه كتاب ( الحكومة الإسلامية ) ……. ) .
5 ـ الحزب لا يعالج الأسباب التي بسببها ضاعت الخلافة من شركيات وبدع ومعاصي ، إنما يريدون من الله أن يغيّر ما بحالهم دون أن يغيروا ما بأنفسهم .
7 ـ خطباء ما يطلبه المستمعون : دائما ما يتكلّمون بالعواطف والسياسة ليستروا جهلهم وتقصيرهم بتعلم الدين وتعليمه ولا تجد لرؤوسهم حلق علم شرعي لأنّ فاقد الشيء لا يعطيه .
8 ـ محاربتهم لعقيدة التوحيد وتمييعها ودعوتهم للتعايش والتعاون مع الفرق الشركيّة كالروافض وغلاة المتصوفة وغيرها .
9 ـ يجوّز التحريريون أن يكون الكافر عضوا في البرلمان الإسلامي أو رئس دائرة أو قائد جيش في بلد مسلم . نشرة أجوبة وأسئلة ربيع الثاني 1390هـ الموافق 5/6/1970م للنبهاني .
10 ـ الغاية تبرر الوسيلة لديهم .
11 ـ إضطرابهم في مسألة ( القضاء والقدر ) وزعمهم أنّها لم تأتي في الكتاب ولا السنة : ( مسألة القضاء والقدر لم تأتي في الكتاب ولا في السنة بهذين اللفظين مقرونتين ) الدوسيه ص 18 .
12 ـ العقل عند التحريريين أصل من أصول الدين وهذه لوثة من لوثات المعتزلة حيث قالوا : ( وقد بنى الإسلام العقيدة على العقل ) و قالوا : ( لأنّ عقيدة الإسلام عقيدة عقلية وعقيدة سياسة ) كتاب الإيمان ص 68 و حزب التحرير ص 26 .
13 ـ الزيادة في الستر يعد عندهم من الإنهيار الأخلاقي وقد حمل مؤسسهم تقي الدين النبهاني على من يقول بأنّ المرأة كلها عورة وعتبر ذلك إنهيارا في الخلق ، ويرى أنّه لابد من إجتماع المرأة بالرجل ولابد من تعاونهما . النظام الإجتماعي في الإسلام ص 10 و 128 .
14 ـ لا فرق عندهم بين سنّي وشيعي ويحاربون من يفرّق بينهم : ( وأمّا ما يثار من تفريق أو تمزيق بين سني وشيعي فإنّ وراءه قوى حاقدة على الإسلام يقف الحزب ضدها ويحاربها بكل ما يستطيع ) مجلة الوعي التحريرية العدد 75 سنة 1993م .
15 ـ تعطيلهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى حين إقامة خلافتهم المزعومة : ( إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس هو الطريق إلى إقامة الخلافة وإعادة الإسلام ) منهج حزب التحرير من التغيير ص 21 .
16 ـ تكفيرهم للمسلمين وزعمهم أديار المسلمين هي ديار كفر : ( بلاد المسلمين تعتبر كلها دار كفر ولو كان أهلها مسلمين والمسلمون اليوم يعيشون في دار كفر ) . حزب التحرير ص 32 ، 103 ، بل حتى مكة والمدينة هي عندهم دار كفر وحرب وهذا ماذكره أحد أعضاء حزبهم عند مناقشته للشيخ دمشقيه وقد ذكر هذا الشيخ دمشقية في كتابه ص 47
17 ـ ولهم فتاوى فقية شاذة كثيره منها :
ـ جواز تقبيل المرأة الأجنبية ومصافحتها . نشرة جواب سؤال 29/5/1970م لشيخهم النبهاني .
ـ جواز النظر إلى الصور العارية .
ـ جواز لبس الباروكة والبنطلون والخروج لحظور مهرجان إنتخابي أو مؤتمر عام ولو منعها زوجها فلم تطعه لم تكن ناشزة . نشرة جواب وسؤال 2 محرم 17/2/1972م .
ـ ويجوز للمرأة أن تكون عضوا في البرلمان . مقدمة الدستورص 114 و ميثاق الأمة 72 .
ـ ويجوز للمرأة أن تتولى القضاء . النظام الإجتماعي في الإسلام 89 .
ـ زعم حزب التحرير أن المسلم يقتل بالكافر ، وهذا رد على حديث النبي كما في البخاري ( لا يقتل مسلم بكافر )
ـ يجوز عندهم طاعة خليفتهم وإن خالف صريح الكتاب والسنّة . الدولة الإسلامية 108 .
18 ـ ردهم لخبر الآحاد وهو رد لجل السنة على طريقة أسلافهم المعتزله .
19 ـ إنكارهم لعذاب القبر .
20 ـ طعنهم بأحاديث المهدي .
وغير هذا من الأمور الخطيره التي ينطوي عليها حزب التحرير وتجدون هذا مفصلا في كتاب الشيخ دمشقيّه ( حزب التحرير مناقشة لأهم مباديء الحزب ) .
=========
حزب التحرير وسياسة تسمين الخراف
أبو بصير الطرطوسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد…
مما يؤخذ على حزب التحرير انتهاجه واتباعه في توجهه ودعوته وتربيته لشباب الأمة سياسة ومنهج تسمين الخِراف، حتى إذا ما سمنت ونضجت وطاب عطاؤها قربها بثمن بخس – بل وبلا ثمن – لتُذبح طواعية وبكل استسلام – ومن دون أدنى مقاومة – في مقاصل الذبح على أيدي قُساة وجلاوزة الجزارين!
يهيجون الأمة بشعارات طنانة ورنانة – وذلك منذ أكثر من خمسين عاماً – حتى إذا ما تفاعل الناس معهم ومع شعاراتهم، قالوا وبكل وضوح: “إنَّا منكم ومن عنفكم وجهادكم؛ برآء، نحن حزب سياسي – فقط! – لا نؤمن باستخدام القوة، ولا المادة، ولا العنف المسلح، ضد من هيجناكم ضدهم من الطواغيت المجرمين الآثمين!
فليس من منهجنا مقاومة الطغاة الظالمين، ولا استخدام القوة ضدهم وإن كنا نستطيع فعل ذلك، فنحن لا نقاومهم حتى يأتي الخليفة، فالخليفة هو الذي يُقاومهم، وهو وحده الذي يملك حق مقاومتهم، أما قبل مجيء الخليفة، فمنهجنا الصبر على السياط والذل والقهر، والسجن، وأن نمد أعناقنا للذبح ومن دون أدنى مقاومة، كلما أراد الطاغوت ذبحنا أو ذبح فريق منا”!
وما أسهل على الطواغيت المجرمين القتل والذبح إن كان المغدور بهم من المسلمين، وممن يُحسبون على العمل الإسلامي، وبخاصة بعد تفهم المجتمع الدولي لحاجيات الأنظمة الطاغية الظالمة الحاكمة في ملاحقة ومحاربة الإسلام والمسلمين، بزعم محاربة وملاحقة الإرهاب والإرهابيين، زعموا!
يكفي أن تقول: أن القتيل والمعتدى عليه هو من المسلمين، لترى بعد ذلك غض الطرف والتعامي من قبل المجتمع الدولي، بل والاستحسان في كثير من الأحيان!
قمة الاستهانة بدماء وحرمات المسلمين، ومع ذلك خيار حزب التحرير الوحيد؛ هو الصبر والتصبُّر والمصابرة – وجميع اشتقاقات كلمة الصبر – على القتل والذبح والذل!
من آخر الأمثلة الدالة على ذلك ما حصل في مدينة أنديجان التابعة لأوزبكستان، حيث أقام الطاغوت “كاريموف” المجازر الجماعية ضد المسلمين في تلك البلدة وغيرها، فقتل منهم المئات، واعتقل الآلاف، وعندما أراد المسلمون من أهل البلدة – ممن ينتسب حزب التحرير إليهم وينسبهم لحزبه – الانتقام لحرماتهم ورد الظلم والطغيان عن أنفسهم ودينهم، تبرأ الحزب من جهادهم، وعد ذلك من الخروج على تعاليمه وسياسته ومنهجه الرافض لاستخدام المادة أو القوة – أو العنف كما يحلو له أن يسميه – ولو كان على سبيل الدفاع عن النفس والدين والعِرض، وطالب الحزبُ المسلمين في تلك البلاد أن يصبروا ويُصابروا على العذاب والتنكيل، إلى أن يأتي الخليفة فيُدافع عنهم، ويقتل لهم “كاريموف”!
وحتى لا يُقال قولت حزب التحرير ما لم يقل، ندع حزب التحرير ذاته يتكلم لنا عن سياساته ومواقفه ذات العلاقة بالأحداث الجارية في أوزبكستان!
يقول حسن الحسن نائب ممثل حزب التحرير في المملكة المتحدة – كما يُعرف عن نفسه – في مقال له بعنوان “آفاق الصراع السياسي في أوزبكستان وآسيا الوسطى”: (ويتزايد قلق الدولتين الاستعماريتين – وهما أمريكا وروسيا – مع تزايد شعبية الحزب في أوزبكستان بشكل كبير، حيث وصل معتقلوه فقط إلى عدة آلاف بحسب تقارير لجان حقوق الإنسان، وإلى عشرات الآلاف بحسب ما نقله غريغ موراي سفير بريطانيا الأسبق في طشقند عاصمة أوزبكستان) اهـ.
فالمعتقلون من أتباع حزب التحرير في أوزبكستان، الذين يُسامون الذل والعذاب والقتل على أيدي جلادي الطاغوت، تعدادهم بعشرات الآلاف، والرجل يذكر الخبر على وجه المباهات والافتخار، أن من حزبهم عشرات الآلاف يقبعون في سجون الطاغوت، فكيف بالأحرار منهم، فهم لا شك يتعدون مئات الآلاف!
وفي بيان لحزب التحرير نُشر بتاريخ 31/7/2004م، يقول الحزب: (القاصي والداني يعلم أن حزب التحرير لا يستعمل الأعمال المادية خلال دعوته بل بالصراع الفكري والكفاح السياسي، وهو عندما لا يستعمل الوسائل المادية خلال دعوته لا يكون قد فعل ذلك خوفاً من أحد، بل لأنه يفهم من سيرة رسول الله الاقتصار على الأعمال السياسية والفكرية في مرحلة الدعوة، فتبنى الحزب ذلك والتزم به.
نعم، إن “كريموف”، عميل رأس الكفر أمريكا، قد استعمل كل وسيلة مجرمة في تعذيب شبان الحزب وشاباته. وقد استشهد على أيدي جلاوزته عدد من شباب الحزب، ولو كان من طريقتنا أن نستعمل الوسائل المادية للانتقام منه لما عمدنا إلى تفجير هنا أو هناك، بل لدخلنا عليه قصره وقتلناه، فنحن لا نخشى إلا الله سبحانه، و “كريموف” يدرك أن يدنا ليست قصيرة عنه، وبإمكانه أن يسأل أجهزته الأمنية، ليعلم أننا نستطيع الإمساك به وقتله لو كان الطريق الذي نسير عليه يسمح بذلك، ولكننا نعد له شر قتلة على أيدي الخلافة القائمة قريباً بإذن الله، وعندها سينال عذابه العادل في الدنيا) اهـ.
وفي بيان آخر للحزب نُشر بتاريخ 21/5/2005، يقولون فيه: (وقد قدِّر القتلى حسب مصادر نطمئن لها نحو سبعة آلاف في مجزرة أنديجان، وأخيراً فقد وردتنا أخبار أن السجناء المسلمين وبخاصة شباب حزب التحرير يتم تصفيتهم في سجون أخرى في أوزبكستان وأن الأعداد فاقت الآلاف. وهناك أخبار يتناقلها الناس أن القتلى نتيجة هذه المجازر في أوزبكستان فاقت عشرة آلاف وبعض الأخبار الأخرى توصل العدد إلى نحو عشرين ألفاً، أما أنتم أيها المسلمون، الذين فقدتم أبناءكم؛ فاصبروا وصابروا، واعلموا أنهم إن شاء الله في جنات النعيم…) اهـ.
رغم كل هذه المجازر، وكل هذا القتل للمسلمين، وكل هذه الانتهاكات لحرماتهم، فالحل عند حزب التحرير – ومنذ أكثر من خمسين عاماً – اصبروا وصابروا إلى أن يأتي الخليفة فيدافع عنكم، ويقتل لكم عدوكم، أما أنتم أيها المسلمون – مهما كان عددكم كبيراً ولو تجاوز مئات الآلاف، وكانت قوتكم كبيرة جداً، وتقدرون على قتل عدوكم وفي قصره – لا يحق لكم أن تُدافعوا عن أنفسكم ودينكم وحرماتكم، وتردوا الغزاة عن بلادكم؟
ثم هم بعد كل هذا الخذلان والإرجاف، والهراء، يكذبون، ويزعمون زوراً، أنهم إنما فعلوا ذلك امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، والتزاماً بمنهجه وطريقته، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من قُتِل دون دينه، دون عِرضه، دون ماله، دون مظلمته فهو شهيد).
بينما حزب التحرير يقول: الخليفة فقط هو الذي يُقاتل دون دين المسلمين ودون أعراضهم وأموالهم ومظالمهم!
وعن قُهَيْد الغفاري قال: سأل سائل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عدا عليَّ عادٍ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ذَكِّرهُ بالله ثلاثَ مرات؛ فإن أبى فقاتلهُ، فإن قتلكَ؛ فأنتَ في الجنَّة، وإن قتلتُهُ، فإنه في النار) [1].
بينما حزب التحرير يقول لك: لا يجوز لك أن تُقاتله وإن عدا عليك وعلى عِرضك ودينك ومالك، وإنما عليك الصبر على الظلم والبغي إلى أن يأتي الخليفة، فهو المخول بأن يُقاتل عنك فقط!
وفي الحديث الذي أخرجه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل فقال: يا رسول الله! أرأيت إن جاء رجلٌ يريد أخذ مالي؟ قال: (فلا تعطه)، قال: أرأيت إن قاتلني؟ قال: (قاتله)، قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: (فأنت شهيد)، قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: (هو في النار).
هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما قول حزب التحرير فهو يقول لك: لا تُقاتله، ولو قاتلته خالفت أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما عليك أن تصبر على مظلمتك إلى أن يأتي الخليفة فيُقاتل دونك ويسترد لك مظلمتك وحقك!
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: (دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فيما أخذ علينا أن لا نُنازع الأمرَ أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان) [متفق عليه].
هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم وأمره، بينما قول حزب التحرير: لا يجوز أن تخرجوا على الحاكم بالقوة وإن رأيتم منه كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان، وإنما عليكم الصبر على سياطه وفتنته، إلى أن يأتي الخليفة فيُقاتله نيابة عن الأمة، فهو وحده مخول بقتال الكافرين والمرتدين، وما سواه من أمة الإسلام لا يجوز لهم أن يُقاتلوا، ولا يُجاهدوا!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (لن يبرح هذا الدين قائماً يُقاتل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعة) [مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يُقاتلون على الحق، ظاهرين على من ناوأهم، حتى يُقاتل آخرهم المسيحَ الدجال) [2].
وقوله صلى الله عليه وسلم: “لا تزال”؛ يُفيد استمرار وجود هذه الطائفة المنصورة المقاتلة المجاهدة، في جميع الأزمنة، سواء كان للمسلمين خليفة وإمام أم لم يكن لهم خليفة وإمام!
هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما قول حزب التحرير، فهو يقول: لا، هذا غير صحيح، ففي زمان غياب الخليفة، ولو استمر غيابه مائة عام، لا يجوز القتال، وهذه الطائفة المنصورة المقاتلة – التي يتكلم عنها النبي صلى الله عليه وسلم – لا وجود لها في زمن غياب الخليفة، لأن الذي يُقاتل فقط هو الخليفة، وأيما قتال في غيابه – مهما توفرت دواعيه وأسبابه وكان خالصاً لله تعالى – فهو باطل، باطل، كما يزعم حزب التحرير!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلمون تتكافأ دماؤهم، وهم يدٌ على من سواهم، يردُّ مُشدُّهم – أي قويهم – على مُضعفهم، ومُتسَرِّعِهم – وفي رواية “ومُتسرِّيهم” وهو المجاهد – على قاعدهم) [3].
هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما حزب التحرير يقول: لا، هم ليسوا يداً على من سواهم، ولا يجوز لقويهم أن يرد الظلم والضيم عن مُضعفهم، ولا مُتسريهم على قاعدهم، وإنما يكتفون بالتفرج والاسترجاع والحوقلة، والصبر والمصابرة، وهم ينظرون إلى إخوانهم المسلمين كيف يُذبحون بالآلاف كالنعاج في مجازر جماعية على أيدي جلاوزة الطاغوت، إلى أن يأتي الخليفة، فيدافع عنهم، ويُقاتل دونهم!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم لا يَظلمه ولا يُسلمه) [متفق عليه].
أي لا يُسلمه للظلم والقهر والذل، والقتل، وهو يستطيع أن يغيثه ويُدافع عنه، هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما حزب التحرير يقول: بل يجب للمسلم أن يُسلم أخاه المسلم للذبح والذل والقتل والسجن والقهر، مهما كان قادراً على إغاثته، لأن مهمة القتال دون المسلمين ومظالمهم موقوفة ومقصورة على الخليفة فقط، فهو الذي يجوز له أن يُقاتل ويُدافع عن المسلمين، وما على المسلمين إلا أن يصبروا على الذل والقتل والسجن والتعذيب إلى أن يظهر الخليفة، مهما تأخر ظهوره أو مجيئه!
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم أخو المسلم، لا يخونه، ولا يكذبه، ولا يخذلُه) [صحيح الجامع: 67].
وقال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئٍ يخذل امرءاً مسلماً في موطن يُنتَقَصُ في من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يُحبُّ فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطنٍ ينتقص فيه من عِرضه، ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطنٍ يُحبُّ فيه نصرته) [صحيح الجامع: 5690].
هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم، بينما حزب التحرير يقول: يجوز لك أن تخذله وإن كنت قادراً على نصرته ورفع الظلم والضيم عنه، بل لو نصرته وقاتلت دونه ودون عِرضه وحرماته، ورفعت الظلم عنه، فأنت آثم ومخالف لطريقة النبي صلى الله عليه وسلم، زعموا، وكذبوا!
الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} [الشورى: 39]، بينما حزب التحرير يقول: لا، لا يجوز أن ينتصروا مهما أصابهم من البغي والظلم والعدوان، وإنما يجب عليهم أن يصبروا على البغي والعدوان والظلم، إلى أن يأتي الخليفة المخول الوحيد بالدفاع عنهم وعن حرماتهم ودينهم، مهما تأخر إتيانه ومجيئه!
الله تعالى يقول: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، بينما حزب التحرير يقول: لا، لا يجوز أن تُقاتلوا الذين يُقاتلونكم، وإنما عليكم أن تصبروا على قتلهم واسترقاقهم لكم، وسبيهم لحريمكم، حتى يأتي الخليفة!
الله تعالى يقول: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39]، بينما حزب التحرير يقول: لا، لا يُؤذن لهم، مهما ظُلموا لا يجوز للمسلمين أن يُقاتلوا، ولا أن يرفعوا عن أنفسهم الظلم، وإنما عليهم الاستسلام للظلم وحز الرؤوس لو شاء الطاغوت أن يحزها، إلى أن يأتي الخليفة فيوقف عملية الذبح والقتل!
هذا هو قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو قول حزب التحرير المخالف والمغاير، ومع كل هذا المخالفة الصريحة لنصوص الكتاب والسنة، ولمنهج وأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، يزعمون زوراً وكذباً وبكل جرأة ووقاحة أنهم إنما فعلوا ذلك امتثالاً لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم، وسَيراً على منهجه وطريقته، {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً}!
وفي الختام…
أود أن أضيف هنا أن ما حصل ولا يزال يحصل من مجازر وانتهاكات لحرمات المسلمين في أوزبكستان على يد الطاغية “كاريموف” وجلاديه، فإن حزب التحرير شريك مع الطاغوت وجنده في الإثم والوزر والجرم، ووزرهم كوزره سواء إن لم يكن أشد؛ لأن خذلانهم للمسلمين يأتي باسم الدين، والدين من ذلك براء!
فإن قيل: وكيف يكون ذلك؟!
أقول: لأنهم – كما صرحوا في بيانهم المذكور أعلاه – يستطيعون أن يقتلوا الطاغوت ويدخلوا إلى قصره، وأن ينهوا ويوقفوا مجازره وكفره عن العباد والبلاد، وهم قادرون على فعل ذلك وأكثر، لكن الذي يمنعهم من فعل شيء من ذلك؛ أنهم يسيرون على طريق الرسول، كما زعموا وكذبوا!
يستطيعون أن يوقفوا المجازر والانتهاكات التي يرتكبها الطاغوت بحق المسلمين وحرماتهم، لكنهم لا يفعلون شيئاً من ذلك، إلى أن يأتي الخليفة ليفعل هو ذلك، وهم في ذلك كله، كما يزعمون ويكذبون، على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم!
فليعد حزب التحرير – منذ الآن – الجواب إذا ما سألهم الله تعالى يوم القيامة؛ لماذا خنتم وخذلتم عبادي المؤمنين المسلمين في أوزبكستان وفي العراق وفلسطين وأفغانستان، وغيرها من البلدان وأنتم قادرون على نصرتهم والذود عنهم، لكنكم لم تفعلوا!
حينئذٍ تجرءوا على الكذب إن استطعتم وقولوا: بأن اتباعكم للنبي صلى الله عليه وسلم هو الذي منعكم من أن تنصروا المسلمين، وتردوا عنهم الظلم والعدوان، وأنَّى؟!
وإني لأرى نصيبكم من كتاب الله، قوله تعالى: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104].
هداكم الله إلى الحق والصواب!
4/4/1426 هـ
[1] أخرجه البخاري في التاريخ، والبيهقي، وأحمد، وغيرهم، السلسلة الصحيحة: 3247.
[2] صحيح سنن أبي داود: 2170.
[3] صحيح سنن أبي داود: 2391.
**********************
العنوان حزب التحرير المجيب أ.د. ناصر بن عبدالكريم العقل
أستاذ العقيدة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التصنيف التاريخ 28/2/1425هـ
السؤال لدي صديق من حزب التحرير، ما فتئ يحكي لي عن الحزب وميزاته، وأفكاره التي لا نظير لها، وأنهم الحق والباقي هم الباطل، أود أن أعرف هل لدى هذه المنظمة أو الحزب من أخطاء فادحة في العقيدة، أم أنهم بالفعل الأفضل على الإطلاق؟ أرجو الجواب الشافي، خاصة أن الوضع أصبح خطيراً، حيث إنه نشر هذا الفكر الذي طالما شككت بفاعليته ومنهجيته. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حزب التحرير فرقة عقلانية مفارقة للسنة والجماعة، تقوم كثير من عقائدهم على أصول المعتزلة، ويركز الحزب على الجانب الثقافي والفكري أكثر من الأمور الأخرى، ويتبنى طريق الانقلابات والثورة في تحقيق قيام الدولة الإسلامية ثم الخلافة، وله فتاوى منحرفة وشاذة، مثل: إباحة النظر للصور العارية، وتقبيل المرأة الأجنبية، وإسقاط الصلاة عن رجل القضاء المسلم، وعن سكان القطبين، وتحريم كنز المال، ولو أخرجت زكاته، ونحو ذلك. وتقوم عقيدة الحزب على تقديم العقل على النص والتوسع في الرأي، وكثرة الجدل والإنهماك في السياسة، وإنكار بعض الشخصيات كالدجال وعذاب القبر تبعاً لمنهج المعتزلة العقلاني، وهذا مجمل مذهبهم وليسوا كلهم كذلك. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/…t.cfm?id=37524
========
فتوى في حزب التحرير[الكاتب: ناصر بن حمد الفهد]فضيلة الشيخ ناصر حفظه الله ورعاه :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد :
فضيلة الشيخ سؤالي يتعلق بـ ” حزب التحرير ” ما هو القول الفصل في هذا الحزب ؟ وهل هو على عقيدة أهل السنة ؟ وما حكم المنتسبين اليه ؟
وجزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فحزب التحرير من الأحزاب الضالة ، وموقفه من السنة النبوية ومن الصحابة ومن الأسماء والصفات والقدر وغير ذلك مواقف مبتدعة تخالف معتقد أهل السنة والجماعة في كثير منها ، وقد ظهر في الرد عليه وبيان أباطيله وعقائد أصحابه مؤلفات عدة فراجعها .
[جواب سؤال طرح على الشيخ في موقعه على شبكة الإنترنت بتاريخ 2003/3]
>>>>>>>>>>>>>>>>

ما هي قصة ترككم لـ ” حزب التحرير ” ؟[الكاتب: عمر بكري]ما هي قصة “ترككم” حزب التحرير؟
الجواب :
من النعم الكثيرة التي أنعم الله بها علي أن هداني الى ترك حزب التحرير والبراءة من أفكاره، التي ظهر لي وللكثير من الأخوة وأهل العلم مخالفتها لما كان عليه النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين, من إعتقاد سليم, وفقه قويم, وسبيل مستقيم.
وبإختصار :
ان مخالفة حزب التحرير لعقيدة السلف الصالح ولطريقتهم في تلقي دين الإسلام من مصادره وفهمه وتطبيقه كان من جملة الأسباب التي دفعتني الى ترك الحزب، خصوصاً عندما أعطت قيادة حزب التحرير لنفسها – بقصد أو بدون قصد – حق التعقيب على أحكام الله عز وجل, وذلك بتقييد المطلق وتخصيص العام من النصوص والأحكام الشرعية بالعقل وبلا دليل شرعي لا من كتاب ولا سنة.
فعطلوا الكثير من الإلتزامات الشرعية؛ كالدعوة الى الإسلام, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع – أو ما يطلق عليه بحسب تعبير الحزب الصراع السياسي ضد الحكام الطواغيت – بحجة انهم خارج مجال العمل أو البلد الذي قررت القيادة العمل به مع تواجد اتباعهم.
وبسبب عدم تفريقهم بين الإلتزامات الحزبية الحركية – في دائرة المباح – والمتروكة لرأي قيادة الحزب، وبين ما هو من الإلتزامات والواجبات الشرعية التي أمر الشرع بها, أدى بهم إلى تعطيل الطريقة الشرعية لإقامة الخلافة وتعطيل حكم منابذة الحكام الطواغيت حتى مع القدرة, وتعطيل الجهاد في سبيل الله سواء أكان لصد العدو الصائل أو المغتصب المحتل، بحجج التزامهم بعدم القيام بالأعمال المادية قبل قيام الدولة، وكثير من الحجج العقلية الواهية التي يطول الحديث عنها.
أضف الى ذلك طغيان الحزبية العصبية الممقوتة على قيادة الحزب وفرضها على الأعضاء بحجة تبني الأحكام والأفكار، ومن ثم طاعة الأمير حتى ولو كان ذلك مخالفاً للنص الشرعي، ومن ثم اتهامهم المجاهدين والدعاة بالعمالة للشرق أو للغرب.
وخلطهم وعدم التمييز بين توبيب العلوم الشرعية مع التلازم بين المتلازمين منها، كالتلازم بين العقيدة والشريعة، وبين رمضان والصيام, وبين تفريقها العقلي بمقولة تفريق الدين الى عقيدة وشريعة, ومن ثم تفريقهم الإيمان عن العمل مما أوقعهم في الإرجاء، أدى بهم الى التفريق بين الكتاب والسنة الثابتة الصحيحة.
وأنتهى بهم هذا التحكم العقلي الى القول بعدم الإلتزام بين العقيدة والشريعة؛ الى التفريق بين حجية الحديث الصحيح الآحاد في المسائل الاعتقادية والمسائل الشرعية العملية, مما أدى بهم الى الأخذ بعدم الإعتقاد بما جاء في الحديث النبوي الصحيح الآحاد بزعم أنه ليس حجة في العقيدة, وأنه – أي الحديث الصحيح الآحاد – حجة عندهم في الأحكام الشرعية العملية.
أضف الى ذلك تفويضهم معاني أسماء الله وصفاته ومخالفة ما كان عليه السلف الصالح.
بالإضافة الى أفكار واحكام شاذة.
ولذلك كان لا بد لي من أن أتخذ قرار البراءة من الحزب والاستقالة.

[جواب ؛ سؤال طرح على الشيخ ضمن مقابلة جريدة الحياة | 2004/02/23م]

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

فتوى في حزب التحرير[الكاتب: أبو بصير الطرطوسي]حيّاكم الله يا شيخنا الفاضل ، أسأل الله أن يجمعنا بكم في الدنيا على الانتصار لله و لرسوله و للمؤمنين ، و أن يجمعنا في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه.
سؤالي يتعلّق بشأن حزب التحرير ، فأود أن أسمع منكم قولاً فصلاً في المسألة ، عقيدة الحزب ومنهجه في التلقي ، ومذهبه الفقهي ، وهل هم من أهل السنّة ، أم من أهل القبلة ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين.
شكر الله حسن دعائك ، وتقبل الله منك ، ولك بمثل ما دعوت إن شاء الله ، وبعد:
بالنسبة لحزب التحرير فهو حزب كثر كلامه وجداله وقلّ فعاله ، تتبع زلات الفرق والمذاهب فأخذ من كل فرقة شذوذاتها:
أخذ من المعتزلة تقديم العقل على النقل ، ورد خبر الآحاد في مسائل الاعتقاد.
وأخذوا من الجهمية قولهم بأن الإيمان هو التصديق الجازم؛ لذا فهم يُجادلونك أحياناً في كفر الطواغيت الحاكمين، وكفر جيوشهم التي تقاتل دفاعاً عن عروشهم وأنظمتهم الكافرة .
ومن الأشاعرة ، أخذوا شذوذاتهم في الأسماء والصفات.
وأخذوا من الخوارج تكفير المسلمين وسوء الظن بهم؛ فهم لأدنى خلاف يرمون الآخرين ـ من العاملين للإسلام ـ بأنهم عملاء للإنكليز أو الأمريكان.
قال لي كبيرهم ـ في جمع من عناصر حزبهم ـ يوم أن كنا في الباكستان احذر عبد الله عزام؛ فهو مخابرات أردنية ، فقلت له: هذا يعني أنكم تكفرون الشيخ ، ولما طالبناهم بالدليل والبينة ، لم نجد عندهم سوى الحقد وسوء الظن.
وفي بيان لهم قديم ـ فاتني تاريخه ـ يقولون فيه حرفياً:” لا تزال بريطانيا تضرب النظام في سوريا عن طريق عملائها في الداخل ،!!” فلما راجعناهم في إفكهم هذا ، وقلنا لهم: هذا معناه أن مروان حديد وإخوانه ، هم عملاء للإنكليز ، وهذا يستلزم تكفيرهم ، فلم نجد عندهم إلا الجدال وسوء الظن بالمسلمين.
الطالبان إلى الأمس كانوا يقولون عنهم عملاء للأمريكان ، ولما وجدوا الأمريكان يدكونهم بأطنانٍ من القنابل الفتاكة ، استحوا من قولهم الجائر هذا وخنسوا ،!
وكذلك أخذوا من الشيعة الروافض التقيّة؛ فهم إن قابلوا أحداً من المجاهدين قالوا: نحن نؤمن بالجهاد، والحزب يدعو إلى الجهاد ، والذي يقول غير ذلك لا يعرف الحزب ، وهو يخالف نصوص الحزب ، وإذا قابلوا من لا يجدوا عنده ميولاً للجهاد ، أو وقعوا في شباك الطواغيت: قالوا نحن نجرّم العمل المسلح ، لا نؤمن بالعمل المسلح ، نحن حزب سياسي ، لا نؤمن بالعنف ، ونحن برآء من الجماعات الجهادية ومن فعالهم ، ولا نؤمن بطريقته في الخروج على الحكام ، فلا جهاد إلا مع خليفة ، وإلى أن يأتي الخليفة ، نستيقظ وننهض.
فإن قابلوا رجلاً تقياً ، تظاهروا له بالتقوى والتزام السنة ، وإن قابلوا فاسقاً، قالوا له: التدخين عندنا حلال ، والصور العارية الخلاعية حلال ، وبالتالي الأفلام الجنسية المدمرة للأخلاق حلال ، والموسيقى والأغاني حلال ، ومصافحة النساء حلال ، طمعاً في جلب هذا الفاسق وضمه إليهم.
والفاسق ماذا يريد أكثر من ذلك ، كان يمارس هذه الأمور والشعور بالذنب والتقصير يُلاحقه ، وهو الآن يفعلها وهو مستريح النفس والضمير على أنها حلال زلال.
وهم لا يستحون أن يقولوا لك: أن من أعضائهم عناصر من الشيعة الروافض ، ولما سألناهم عن ذلك، قالوا: المهم أن يلتزموا بمبادئ الحزب.
كلما طالبتهم الأمة ودعتهم لنصرة قضاياها المصيرية ، قالوا وهم يتفرجون ، ويوزعون البيانات: المهم أولاً طلب النصرة ، نريد طلب النصرة.
كلمة حق أرادوا منها باطلاً ، أرادوا منها تعطيل الجهاد والتخلف عن الجهاد.
منذ أكثر من خمسين سنة مضت وهم يبحثون عن النصرة ، وينتظرونها ، وإلى الساعة لم يجدوها ، ولن يجدوها على طريقتهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم وجدها في أقل من سنتين.
يطلبون النصرة وهم كثرة يتجاوزون المئات من الآلاف إن لم يكن الملايين كما يقولون هم عن أنفسهم في بياناتهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم طلب النصرة من قلة ، كانوا لا يتجاوزن العشرات ، لذا قال عمر ابن الخطاب لكفار قريش يوم أن أسلم:” أحلف بالله أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم ـ أي مكة ـ أو تركتموها لنا ” ولكن القلة هي التي تمنعنا من قتالكم .
يطلبون النصرة من المسلمين ، وفاتهم أن المسلم لا تُطلب منه النصرة لدين الله ، بل هو يعطي كواجب ـ من غير منة ولا فضل ـ النصرة لدين الله وأوليائه ، بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يطلب النصرة من أقوياء وصناديد الكفار والمشركين ، يدعوهم للإسلام والنصرة معاً.
يطلبون النصرة للحزب ، بينما كان النبي ? يطلب النصرة لنفسه كنبي، ولدينه الإسلام .
بعد كل ذلك يقولون لك: نحن ندعو إلى النصرة ، على السنة ، على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن لا يتابعنا في هذا العوج الذي نحن عليه ، فهو يخالف النبي صلى الله عليه وسلم ، ترهيباً للمخالف لهم!
لعلني قد أطلت في الإجابة ، فالمقام مقام اختصار ، فإن أردت التفصيل، فقد عنيناهم بشيء من الرد في كتابنا ” الطريق إلى استئناف حياة إسلامية وقيام خلافة راشدة ” فراجعه ـ إن شئت ـ مشكوراً.

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

نظرة جديدة في الجرح والتعديل؛ ” حزب التحرير “[الكاتب: أبو قتادة الفلسطيني]ما نقوله عن الحزب هو قولنا عن كل فرد من أفراد الحزب، لأن الحزب ألزم أفراده ظاهراً وباطناً بكلِّ ما يتبناه الحزب، واشترط بقاء العضو في داخله أن لا يقول قولاً، ولا يصدر موقفاً إلا قول الحزب وموقف الحزب، وإذا تبنّى العضو قولاً غير قول الحزب فإنه مهدد باتّخاذ الموقف المناسب منه وهو الطرد: يقول الحزب في نشرةٍ له: “أما الحزب فإن تبنّيه يجبر كل حزبيّ على تبني ما تبنّاه، وعلى العمل بما تبناه على العمل في الظاهر والباطن، لأن الحزبي يتبنى ما تبناه الحزب، فصار ما تبناه الحزب هو وحده حكم الله في حقّه فله وحده يجب أن يدعو، وبه وحده يجب أن يعمل”.
ويقول في نشرةٍ في شهر آب سنة .197 تحت عنوان أجوبة أسئلة: “فلا يصحّ لأيّ شابٍّ أن يؤلّف كتاباً أو يصدر صحيفة أو يكتب مقالاً أو يناقش أحداً مجرَّد مناقشة بأي رأيٍ يخالف آراء الحزب فإن كلّ شابٍّ قد تبنى آراء الحزب تبنياً، فلا يحل له أن يخالفها لا فكراً، ولا قولاً ولا عملاً، وإذا صدر منه شيء من ذلك يعالج ثمّ ينذر ثمّ يُتّخَذ بحقّه الإجراء المقتضى”.
هذا بالنسبة للأقوال المتبنّاة، وأما غير المتبناة فيقول في نشرة بتاريخ 24/7/1970 تحت عنوان: أجوبة وأسئلة عن شركات المساهمة. يقول: “لذلك فإن الورع فضلا عن الانصهار الحزبي يقضي على الشباب بعدم مخالفة ما يخرجه الحزب من آراء غير متبناة”، ويقول في نفس النشرة: “والحزب يكره أن يُخَالِفَ شبابُه ما يصدر عنه من كتبٍ ونشرات وآراء”. وذكر أن من أسباب هذا هو: “أن المشاهد المحسوس أن الشاب الذي يخالف أفكار الحزب سواء المتبناة أو غيرها يبدأ في الضمور ثم ينتهي به ذلك إلى السقوط”.

أما الفرق بين المتبنّى وغير المتبنى فيقول في نشرةٍ بتاريخ 4/7/1970: “إن الكتب المتبنّاة هي التي كتب عليها (من منشورات حزب التحرير) وهي الكتب التي تدرّس في الحلقات مثل “المفاهيم والشخصية ونظام الحكم” وغيرها، أمّا باقي الكتب التي لا تحمل هذه العبارة فهي غير متبناة وإنّما هي عبارةٌ عن أبحاث مهمّة وضعت بين يدي الشباب والناس، لتثـقيفهم وإعانتهم على فهم هذه الموضوعات.
والحزب ينبّه أن لا فرق بين القيادة والقاعدة، فيقول في نشرة بتاريخ 7/5/1971 تحت عنوان “جواب سؤال” يقول: يجب أن يكون معلوماً بيقين أن قيادة الحزب لا تزيد في مقدّراتها عن شباب الحزب، ولا يوجد شيء مهما قلّ يجعل لديها ما ليس لدى شباب الحزب من قدرة ومعرفة وغير ذلك، فمثلها مثل أي شاب… وأما ما يلاحظ من أعمال وأفكار فإنه نتيجة ما أعطيت من صلاحيّات، وليست نتيجةً لمجهود شخصي أو تميز استعدادي، بل هو فقط نتيجة صلاحياتها المعطاة لها ليس غير. اهـ.
ومع أن هذا الكلام يحتاج إلى تعليق موسّع إلا أننا سنقتصر على نقطتين، مع ما قدّمنا من إفادته أن لازم الحزب لازم أفراده، فلا يقولنَّ قائل من حزب التحرير: “قول فلان من الحزب لا يمثّلنا” (كما يهرب عادة أفراد التنظيمات الإسلامية من أقوال قادتهم، وتصريحاتهم بأنها ليست ملزمة).
أما المضيّق المعين فهو:
1 – بلا شك أن هذا اللزوم بدعة جديدة لم يجرأ أحدٌ من قبل أن يُلزم بها أتباعه، وقولهم هذا يجعل الحزب وأفراده هو صورة جديدة لمذهب جديد فيه من التعصب ما يفوق تعصب المذهبيين لأئمتهم.
2 – الحزب يقرر أن هذا اللزوم جاء لخصوصية الصلاحيات التي وسدت للقيادة وليس لمزايا علمية وعقلية، وهذا قول غريب عجيب يكفي أن يرده المسلم متى تصوّره وفهمه فهماً صحيحاً.
والآن ما هو حزب التحرير؟:
جاء في التعريف بالحزب في آخر صفحة من كتاب المفاهيم ما نصّه: “حزب التحرير حزب سياسي مبدؤه الإسلام”، وجاء فيه ما نصه: “يجب أن تكون الكتلة التي تحمل الدعوة الإسلامية كتلة سياسية، ولا يجوز أن تكون كتلة روحية، ولا كتلة أخلاقية، ولا كتلة علمية، ولا كتلة تعليمية، ولا شيئاً من ذلك ولا ما يشبهه، بل يجب أن تكون كتلة سياسية، ومن هنا كان حزب التحرير – وهو حزب إسلامي – حزباً سياسياً، يشتغل بالسياسة، ويعمل لأنه يثقّف الأمة ثقافة إسلامية تبرز فيها الناحية السياسية”.
وجاء في كتاب التكتّل الحزبي ما نصّه: “أن الحزب يشرف على فكر المجتمع وحسه ليسيرهما في حركات تصاعديّة، ويحول بين المجتمع وبين الانتكاس في الفكر والحسّ، وهو مدرسة الأمة التي تثقّفها، وتخرجها وتدفعها إلى معترك الحياة العالمية”.
وفي نشرة بتاريخ 7/8/1970 تحت عنوان “مفاهيم متبنّاة” يقول الحزب: “إن الحزب ليس من غايته أخذ الحكم، بل غايته هي استئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية، فإذا حصل استئناف الحياة الإسلامية فقد تحققت إحدى غايتيه”.
أما تعريف السياسة عنده فهي: “رعاية شؤون الناس بالأحكام الشرعية .
والصراع الفكري: ” هو نقد الأفكار بالأسلوب اللاذع .
والكفاح السياسي هو نقد أعمال الحكام بالأسلوب اللاذع “. نشرة بتاريخ 13/7/1974 تحت عنوان أجوبة الأسئلة.
هذا هو الإطار العام للحزب وقد طرح نفسه على الناس على هذه الصورة، وأرجع كل مسائل الدين، وأصل بعثة محمّد صلى الله عليه وسلّم إلى هذا الإطار، فهو يسمّي الصحابة المكيين الذين أسلموا قبل الهجرة بالكتلة، بل يسمّيها كتلة سياسية كما تقدّم، أي أن النبي صلى الله عليه وسلم طرح نفسه للناس كحامل المبدأ، والمبدأ في تعريف الحزب هو: “عقيدة عقلية ينبثق منها التصوّر عن الكون والحياة” وكمكافح سياسي وجمع حوله: “كتلة سياسية تقوم بعملية الصراع الفكري والكفاح السياسي ليسود المبدأ الذي حمله الداعي الأوّل رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
وعلى ضوء هذا الفهم العام للحزب قام الحزب من خلال نشراته بالتحذير من الوقوع في الفتن التي تحرف الحزب عن هذا المسار، واعتبر أي تغيير لهذه المفاهيم هو ضلال مبين وانحراف خطير.
يقول الحزب في نشرة بتاريخ 26/6/1970 تحت عنوان “جواب سؤال”: “صورة حزب التحرير التي يحاول أن يجعلها تنطبع في أذهان الناس هي صورة القائد الواعي، صورة السياسي المبدع، صورة المفكّر الحصيف، صورة الحاكم العادل، فهو يهدف إلى قيادة الأمة للصّراع مع الشعوب والأمم، ويريد إنهاضها النهضة الصحيحة بالفكر المستنير، ويسعى لأخذ سلطانها ويرعى شؤونها ويتولّى أمرها”.
ويقول في نفس النشرة: “وإعطاء المسلمين عن حزب التحرير صورة المفتي يجعلها تصلي خلفه لا أن تنقاد له، ويجعلها تقصده للعلم لا للحماية ورعاية الشؤون، لذلك فإنا إذا أردنا أن نأخذ قيادة الأمة فلا بدّ أن تأخذ الأمة عنا صورة القائد، صورة السياسي، صورة الحاكم القوي، ولا سبيل إلى ذلك إلاّ إذا أعطيناها صورة حزب التحرير، لذلك كان من ألزم الواجبات أن تكون كلَّ صورة الحزبي لدى الأمة هي صورة الحزب، أن تكون شخصية كل حزبيّ عند الناس شخصيةً سياسيةً نضالية، تحاول أخذ قيادة الناس لخوض غمرات الكفاح”. ويقول في نفس النشرة: “حزب التحرير لا توجد لديه صفة المفتي لأنّه لا يتصدّر للفتوى، ولا يبحث عن أفعال الأفراد بوصفهم أفراداً ليعطي الحكم الشرعي لها، وإنّما هو سياسي يرعى شؤون الناس بأحكام الشرع، وهو لا توجد لديه صفة العالم لأن عمله ليس التنقيب عن المعرفة في الكتب، وإن كان يراجع الكتب لطلب المعرفة، فالتنقيب عن المعرفة ليس عمله وليس غايته، وإنّما هو وسيلة لعمله وهو السياسة، وهو كذلك ليس واعظاً يذكّر الناس بالآخرة ولا يصرف النّاس عن الدنيا بل يرعى شؤونهم ويبصّرهم بالدنيا لتكون لهم سيادتها، ويجعل غايتهم من الدنيا سعادة الآخرة، ونوال رضوان الله، وهو أيضا ليس معلِّما وإن كان يثقِّف الناس بالأفكار والأحكام، فتعليم المعارف المجردة ليس عمله ولا يعني نفسه بها، وإنّما العمل بالأفكار والأحكام هو ما يهدف إليه، فيعطي المعارف مربوطة بواقعها وظروفها كسياسة لا كعلم، ورعاية شؤون لا كتعليم. ولذلك إن من الظلم أن يقال عن الحزبي أنَّه مفتٍ، ومن الانحراف أن يصبح الحزب مفتياً”. ثم يتابع قائلاً: “ومن هنا تظهر فظاعة أن ينقلب الحزب إلى مفتى وأن يصبح شباب الحزب مفتين، فإن ذلك هو الهلاك المحقّق لا للشباب فحسب ولا للحزب وحده، وإنّما للأمة التي يقودها الحزب، وللمبدأ الذي يحمله، إذ يحوّله من وجهة نظرٍ في الحياة إلى معالجة فرديةٍ ليس غير، إن الحزب قد جرت محاولات ثلاث لفتنته عن حقيقته بجرّه عن السياسة إلى الدين والفقه”.
ثم يقول: “إن حزب التحرير وهو حزب إسلامي من حيث مبدئه، ليس حزباً إسلامياً كالتكتّلات الإسلامية، فهو لا يعلّم الناس الإسلام ولا يدعو المسلمين للإسلام، ولا يعظ الناس بالإسلام، فالإسلام مبدؤه وليس عمله، والإسلام أساسه وليس صفته، فهو يتولّى السلطة حين يتاح له أن يتولاَّها ليرعى شؤون الناس فعلاً، ويحاسب السلطة في جميع الأحيان سواء أكان في الحكم أو خارج الحكـم، فعمله كلّه محصورٌ بالسياسة، إمّا عمليّاً بمباشرتها وإمّا نظريًّا بمحاسبة الحكّام على أساس الإسلام”.
ويقول: من أجل المحافظة على بقاء صورة الحزب لدى النّاس كما هي بأنَّه حزب سياسي ليس غير، ولحماية الشباب من أن يخرجوا خارج إطار الحزب فيصبحوا شيئاً آخر غير الحزب، كأن يصبحوا مفتين أو علماء أو وعَّاظاً أو معلمين فإنه لا يصحّ تصدّر الشباب للفتوى فيقصده الناس للاستفتاء .اهـ.
كنت قد أردت أولاً أن لا أعلِّق ولا أناقش الحزب في طرحه لنفسه، وقلت إنّ طالب العلم حتى لو كان مبتدئاً فإنه سيكتشف عمق الخلل، وانحراف المنهج في داخل الحزب، والعبارات السابقة التي تقدّمت في المقال السابق من نصوص الحزب كافية للحكم عليه بمجرّد قراءتها، ولكني شعرت أن بعضهم بحاجة إلى توضيح المراد من العبارات كما تدل على نفسها بنفسها، ولذلك سأخصّ هذه الحلقة لمناقشة ما تقدّم من طروحات للحزب من خلال عبارتيه السّابقة، وبعض الكواشف لها من عبارات أخرى للحزب.
إنّ أوضح العبارات التي تشرح حقيقة الحزب هي العبارات التالية:
(1) إنّ حزب التحرير هو حزب إسلامي من حيث مبدئه ليس حزباً إسلامياً كالتكتلات الإسلامية، فهو لا يعلّم الناس الإسلام، ولا يدعو المسلمين للإسلام، ولا يعظ الناس بالإسلام، فالإسلام مبدؤه وليس عمله، والإسلام أساسه وليس صفته.
(2) إن الحزب قد جرت محاولات ثلاث لفتنته عن حقيقته، بجرّه عن السياسة إلى الدين والفقه..
(3) ولحماية الشباب من أن يخرجوا خارج إطار الحـزب فيصبحوا شيئاً آخر غير الحزب، كأن يصبحوا مفتين أو علماء أو وعّاظاً أو معلّمين، فإنّه لا يصحّ تصدّر الشّباب للفتوى فيقصدهم النّاس للاستفتاء (تقدّم المرجع في العدد السابق).
أ ) على ضوء هذه النصوص التي تقدّمت فإنّ الحزب يرفض لأتباعه أن يصبحوا:
1 – مفتين.
2 – علماء.
3 – وعاظاً.
4 – معلمين.
ب) وعلى ضوء هذه النصوص فإن الحزب:
1 – لا يعلِّم الناس الإسلام.
2 – لا يدعو المسلمين للإسلام.
3- لا يعظ الناس بالإسلام.
ج) وعلى ضوء هذه النصوص التي تقدمت فإن الحزب لا يشترط في نفسه ولا في أفراده:
1 – صفة الإسلام، (لأن الإسلام أساسه وليست صفته كما يقول)، والأساس هو المبدأ، والمبدأ كما تقدّم في تعريف الحزب: عقيدة عقلية. والصفة: هو الأمر الظاهر الواضح أي هو العمل والسلوك والحركة، فالحزب يرضى من أفراده أن يؤمنوا بالإسلام السياسي، ويحملوا المبدأ الإسلامي في كفاحهم السياسي، ولا يرفض أن يتَّصفوا بغير الإسلام في أعمالهم وسلوكهم وحركة حياتهم.
2 – العمل بالإسلام، وهذا من قوله: “فالإسلام مبدؤه وليس عمله”، فالحزب لا يشترط في نفسه ولا في أفراده العمل بالإسلام، بل إن العمل بالإسلام ليس عمله، ويرفض أن ينظر إليه كذلك.
وبإخراج كلّ هذه (الفتن) كما سمّاها الحزب، وبرفض كل هذه الأعمال التي يعتبرها الحزب انحرافاً عن الطّريق الصحيح لعمل الحزب، فماذا بقي من الإسلام ليحمله الحزب إذاً؟ إنّه يصرّ على أتباعه أن يحملوا مبدأ الإسلام (العقيدة العقلية)، ويقوموا بالكفاح السياسي (وهو نقد أعمال الحكام بالأسلوب اللاذع) والصراع الفكري (وهو نقد الأفكار بالأسلوب اللاذع).
هذا ما بقي من الإسلام في داخل الحزب.
ولو طبّقنا قواعد السلف الصالح في الحكم على من آمن بهذا الإسلام على هذه الصورة فإنّه سيكون كافراً بالله ولا شكّ.
والحزب بهذه الصورة هو من غلاة المرجئة (عقيدة عقلية دون عمل وصفات)، وعلى هذه القواعد التي طرحها الحزب فإنّه يقبل في داخله من لا يعمل بالإسلام ولا يتّصف بالإسلام. فماذا بقي فيه ليُسمّى مسلماً؟ بقي أن يؤمن بمبدأ الإسلام.
اقرأ هذه العبارات:
(1) فهو يتولى السلطة – أي الحزب – حين يُتاح له أن يتولاّها ليرعى شؤون الناس فعلاً، ويحاسب السلطة في جميع الأحيان، سواء أكان في الحكم أو خارج الحكم، فعمله كلّه محصور في السياسة، إما عمليّاً بمباشرتها، وإمّا نظريّاً بمحاسبة الحكّام على أساس الإسلام.
(2) إن الحزب قد جرت محاولاتٌ ثلاث لفتنته عن حقيقته بجرّه عن السياسة إلى الدين والفقه. فالحزب عمله كلّه في السياسة، وأما العمل بالدين والفقه هو فتنة للحزب عن حقيقته.
ونحن لا ندري ما هو تعريف الدين عند حزب التحرير؟.
كذلك لا ندري ما هو تعريف الفقه عند حزب التحرير؟ لكن لو طبّقنا تعريف كلمتي دين وفقه عند أهل الإسلام قاطبة، فسيكون الحزب ليس حزباً دينيّاً، ونحن نعلم وصغار المسلمين يعلمون أنّ الإسلام دين، ولا يوجد شيء في إسلامنا لا يسمّى ديناً.
فسيكون الحزب عندئذ على هذا التعريف (ولا يوجد غيره عند أهل الإسلام) ليس حزباً إسلاميّاً إلاً بمقدار أن يكون الحزب الديمقراطي المسيحي مسيحياً، والحزب العربي الديمقراطي الإسلامي إسلامياً.
(3) لذلك كان من ألزم الواجبات أن تكون صورة كل حزبيٍّ لدى الأمّة هي صورة الحزب، أن تكون شخصيّة كلّ حزبي عند الناس شخصيةً سياسية نضالية، تحاول أخذ قيادة الناس لخوض غمرات الكفاح. اهـ.
إذاً صورة الحزبي صورة مكافح سياسي، صورة مناضلٍ سياسي.
ونذكِّر: لا يعمل بالإسلام، ولا يتّصف بالإسلام.
وحتّى تتّضح الصورة أكثر. فلو سأل سائل: هل يجوز للكتلة السياسية (حزب التحرير)، أو لأفرادها أن يكافحوا كفاحاً عسكريّاً (الجهاد)، أو يناضلوا بالإسلام نضالاً مسلّحاً؟. ومع أن جواب هذا السؤال سيُتعرّض له بتوسّع في “منهج الحزب في التغيير” إلاّ أن طرقه هنا يخدم إعطاء صورة تامَّة عن الحزب.
يقول الحزب في كتاب “مفاهيم حزب التحرير” وهو مُتبنّى: “ولهذا كان لا شأن للكتلة الإسلامية التي تحمل الدعوة بالنواحي العقليّة ولا تشتغل بشيءٍ إلا الدعوة، وتعتبر القيام بأي عملٍ من الأعمال الأخرى مُلهياً ومخدّراً ومعيقاً عن الدعوة ولا يجوز الاشتغال بها مطلقاً” ويقول في المفاهيم أيضاً ما نصّه: ولهذا لا يجوز للكتلة وهي تحمل الدعوة أن تقوم ككتلة بأيّ عملٍ من الأخرى ويجب أن تقتصر على الفِكر والدعوة. اهـ.
وفي نشرةٍ بتاريخ 27/10/1968م تحت عنوان: سأل “أحد الشّباب الحزب”، يقول المنشور في شرح هذه العبارات: “فالحزب قد تبنّى من أوّل يوم وُجد فيه أن لا يقوم بالأعمال المادِّية، وحمل السّلاح من قبل الحزب كحزب للقيام بأعمال بواسطة السلاح هو قيامٌ بأعمال غير فكريّة، قيام بأعمال مادّية، وهو لا يجوز للحزب أن يفعله مهما كانت الغاية التي يحمل السلاح من أجلها، سواء أكانت لإزالة المنكر أو لتسلّم الحكم أو لغير ذلك، ولا يصحّ أن يقوم إلاّ بالأعمال الفكريّة والأعمال السياسية فلا يصحّ أن يقوم بالأعمال المادّية مطلقاً لا بالأمس ولا باليوم ولا في المستقبل فهو مقيَّد بما تبنّى”.
ويقول في نفس النشرة: “أن يُطلب من الحزب أن يشارك في الأعمال المسلّحة لأخذ الحكم طلبٌ مرفوض لأنّ الحزب كحزب لا يشارك في حمل السلاح لأخذ الحكم، لأنّه كحزب لا يقوم بالأعمال المادية”… “إن الحزب لا يطلب من غيره الآن أن يقوم بالأعمال المادية والأعمال المسلحة لأخذ الحكم، وإنّما يطلب ممّن لهم المنعة أن ينصُروه، أي أن يستعملوا قوّتهم ونفوذهم لنصرته سواءَ أكان ذلك بالأعمال المسلّحة أم بغيرها”.
فالحزب لا يقوم بالعمل المسلّح بل بالكفاح السياسي، والنضال السياسي فقط، وإنّما يطلب من غيره أن يقوم بالعمل المسلَّح أو أي أعمال أخرى ليعطي الحزب الحكم.
يقول في نفس النّشرة: إن طلب الحزب للنصرة ليس طلب فرد من غيره أن يقوم بأعمال مادّية لمساعدته، وهو لا يقوم بها، فليس طلب فردٍ من غيره أن يقاتلوا ليحموه وهو يتأخّر عن القتال وإنّما هو طلبٌ من كتلة من أهل المنعة والقوة أن ينصروها (أي الكتلة) وأن يُزيلوا الحواجز المادّية من طريقها (أي الكتلة) حتى تتسلّم الحكم. اهـ.
وهو بهذا (كما نصّ في مواطن أخرى) لا يمنع الأعمال المادية ومنها الجهاد الفردي، بل يقول بجوازه، ولكن هو يحرّمه على أتباعه، ويمنع تلك الكتلة السياسية (أي حزب التحرير) من ممارستها، بل هو ربّما يحرّض على الأعمال المادّية، لكنّه يرفض أن يمارسها.
أما أدلّته على ذلك فلها موطن آخر.
على الرغم من أن الحزب كما تقدّم يرفض أن يكون مفتياً إلا أنّه مارس الفتوى على جميع الصُّعُد، وكانت هذه الفتاوى الصادرة منه تصبغ ما تقدّم من الإطار العام للحزب شخصية خاصة، لا تتعامل مع الحكم الشرعي والبعد الديني للوقائع والأحكام بمقدار ما تتعامل مع التحليل السياسي لهذا الحدث.
والتحليل السياسي مهما تعمّق فيه صاحبه فإنّه لا يكفي لإصدار حكم شرعيٍّ واضح في المسألة، وقد أقام الشارع أحكاماً شرعية على عللٍ كونيّة واضحةٍ يلتقي حولها أغلب العقلاء. وهذا ليس تهويناً للتحليل السياسي للأحداث، بل هو إعادة له إلى مقامه الصحيح حتى لا يطغى على العلل الشّرعية الواضحة التي تقوم من أجلها الأحكام.
وقبل أن نستفيض في ذكر الأمثلة لهذا الأمر فلا مانع أن نمرّ بإيجاز على محترزات التحليل السياسي للأحداث وما هي مداخل الخطأ فيه:
التحليل السياسي على الجملة ينشأ على ركيزتين اثنتين هما:
1 – معرفة المرء للحدث من جميع جوانبه كما هو من غير تخيل ولا ظنّ.
2 – عقيدة المحلّل السياسي.
وعلى ضوء هاتين الركيزتين ينشأ عادة خطأ التحليل السياسي. فالمحلّل في أغلب الأحيان إن لم يكن قريباً من مصادر الحدث، مطّلعاً على خفاياه وخاصة في عصر النّفاق السياسي، والكيد الذّكي في إدارة الأحداث والأقوال السياسية، فإنّه سيكون أسير الخبر المعلن، والقول الظاهر فحيـنئذٍ تكون أحكامه قاصرة.
وصورة الخطأ الآخر أن المحلّل السياسي (إن لم يكن موضوعيّاً وهو الأغلب) سيحاول دعم عقيدته السياسية بهذا الحدث، حين يأخذ برقبة هذا الحدث ليدخله رغم أنفه إلى جملة الأدلة التي يُعتد بها لخدمة عقيدته. فالشيوعي مثلاً لن يتصوّر حدثاً ما في الدنيا إلا وسيستخدمه في كشف عملاء الإمبريالية، وخطط البعبع الرأسمالي في السيطرة على الحياة والوجود، واليمين الرأسمالي كلّما قُعقع له في الشنان لن يرى إلا مطرقة الشيوعية أو منجلها في هذا الحدث.
وهذا رأيناه بوضوح في كافة الصُّعد في بلادنا العربيّة (وأستغفر الله لهذا التعبير) فإنّ عامّة النّاس كانوا يُساقون إلى تفسير الأحداث على ضوء نظرتهم لليهود والصهيونيّة (وأستغفر الله مرة أخرى)، حتى لو كُسفَت الشّمس، فإنّ وراء كسوفها اليهود، وحزب التحرير على الجملة في كلِّ تفسيراته لكل الأحداث السياسيّة في بلادنا كان يرجعها إلى الصراع الأمريكي – الإنجليزي، حتى أنّ روسيا دخلت أفغانستان يجرها حبل ريغان (الرئيس الأمريكي يومذاك).
وبين يديّ الآن مجموعة من النشرات القديمة والحديثة للحزب تبيّن ما قدّمنا أسوق لكم بعضها كمِثال، مع أن الجراب مليء بمثل هذه الأمثلة.
1 – في نشرة بتاريخ 26/4/1964م وهي نشرة طويلة يقول: “في الصراع القائم بين أمريكا وإنجلترا في الشّرق الأوسط يشترك عملاء كلتا الدولتين في هذا الصراع ويتّخذون الأداة لتنفيذ الخطط، ويعتبر عبد الناصر وحزب البعث وبن بلّة من أبرز عملاء أمريكا الذين لهم أدوار في هذا الصّراع، ويعتبر حزب الشعب (حزب سوري منحل) والحزب الوطني في سوريا، وسياسيّو لبنان إجمالاً حكّاماً وغير حكام، والملك حسين من أبرز عملاء إنجلترا الذين لهم أدوار في هذا الصراع”.
وفي البيان يقرر أنّه لا خصومة بين أمريكا وروسيا في الشّرق الأوسط فقد وُزّعت الأدوار بينهم، يقول: إنّه ممّا لا شكّ فيه أنّ من الاتفافيات التي جرت بين خروتشوف وكينيدي في حزيران 1961 في النّمسا إطلاق يد أمريكا في الشرق الأوسط والشرق الأقصى وأفريقيا واستعداد روسيا لمساندة أميركا ضدّ إنجلترا في أيّ عملٍ يحتاج إلى مساعدة. اهـ. وحسب هذا التحليل لا أدري ماذا بقي لروسيا من قطعة الجبن هذه.
2 – يقول في نشرة بتاريخ 31/8/1968: المحرّك لمشكلة تشيكوسلوفاكيا هو الإنجليز، فقد حرّكوها من أجل إشغال روسيا حتى يتمكّنوا من العمل في الشرق الأوسط. اهـ.
3 – في نشرةٍ بتاريخ 8/2/1969 يقول الحزب: قبل 5 حزيران 1967 كان مفهوماً لدينا أنّ إسرائيل تعمل لمصلحتها، وأنّ سياستها ذاتيّة، وأنّها ترسم سياستها حسب مصلحتها، ولكن بعد 5 حزيران تبيّن لنا من معلومات كثيرة أنّ إسرائيل تسير مع الإنجليز، وأنّ حكّامها عملاءٌ مثل الحسين (ملك الأردن) سواء بسواء، وأن أكثريّتهم عملاء للإنجليز، وقد ظهر ذلك جليّاً في احتلالهم لسيناء، وليست لهم أية مصلحة في ذلك، ثمّ في بقائهم يسيرون بتوجيهات الإنجليز حتى صار واضحاً مثل الشّمس لكلّ العالم أنّ أعمال إسرائيل أعمال إنجليز، وعليه فإنّه ظهر بعد 5 حزيران أن حكام إسرائيل لا يتحركون حركة إلا بأمر الإنجليز.
4 – في نشرة بتاريخ 23/4/1969 يقول الحزب: إنّ الجهاد مع الفدائيين ليس بواجب لسببين:
أحدهما أنّها منظّمات خائنة وُجدت حسب مخطّط إنجليزي، ومن أجل تنفيذه، ومن أنشأوها وكثيرٌ من السائرين فيها من قادتها وغيرهم يعلمون ذلك، ولهذا لا يجب الجهاد معها، بل في هذه الحالة إذا علم المسلم بهذه الخيانة وصدّق به لا يجوز له أن يجاهد معهم لأنّه يقوم بتنفيذ مخطط إنجليزي، وفي منظمة أمست حسب خطط الإنجليز وهو يعلم ذلك.
أما السبب الثاني: فهي أن جماعة الفدائيين ليس لهم أمير حتى يجب الجهاد معهم، وأميرهم لا يعتبر أميراً عامّاً، لأنّ الأمير من ينصّب لرعاية الناس فهو الذي له صلاحية إدارة الجماعة، ولا ينطبق هذا على الفدائيين وعلى أميرهم، لذلك كان الجهاد مع الفدائيين غير واجب لأنه ليس هناك (أمير يجاهد تحت رايته الجهاد واجب عليكم مع كل أمير) ولكن هل يجوز الجهاد مع الفدائيين فرديّاً لمن لا يعلم أنّها منظماتٌ خائنة؟ فالجواب على ذلك هو أنه يجوز الجهاد مع الفدائيين لمن لا يعلم خيانتهم، لأن الجهاد الفردي جائز في حالة عدم توفّر شروط وجوب الجهاد، وأما الانخراط في الجيش مع الحكومة فإن الحكومة تعتبر جماعة لها أمير، ولذلك إذا وجب الجهاد فإن الجهاد يكون واجباً في هذه الحالة لأن شرط الأمير قد تحقق. اهـ.
وأرجو العفو لأنّني سُقت هذه الفقرة مع طولها، إلا أنّها تعتبر نموذجاً لما قدّمنا من محترزاتٍ على الحزب.
فهذه الفقرات وخاصة الأخيرة علّقت الحكم على تحليلٍ سياسي لها، وهذا قد تختلف فيه الأنظار (أي التحليل السياسي)، ولذلك لن يكون ملزماً إلا لصاحبه، وتركت المناط الحقيقي لحرمة القتال مع هذه الطوائف المذكورة (المنظمات الفدائية). فالمناط الحقيقي لحرمة القتال مع هذه الطوائف أنّها طوائف كفرٌ وردّة لأنّها التقت على عقيدة كفريّة وهي العلمانية في بعضها، والشيوعية والبعثية في أخرى، وهو مناطٌ ظاهرٌ بيّن، وهو مناط حقيقي وشرعي، ولما أخطأ الحزب، وهو كثيراً ما يُخطئ في التحليل السياسي فإن أحكامه ستكون غير مضبوطة شرعاً، وستكون ألعوبة بين كلّ من هبّ ودبّ في الخلاف معهم، ولذلك لم يذكر الحزب شيئاً عن حكم الراية التي يجوز للمسلم أن يقاتل تحتها، وهذا دفعه أن يقول في نهاية الفتوى: “وأمّا الانخراط في الجيش ومع الحكومة… فإن الجهاد يكون واجبا في هذه الحالة”. ومعلوم أنّه يتكلم عن الجيش الأردني والحكـومة الأردنية، وهذا تخبط واضحٌ في فهمه للشريعة وللأحكام فيها، ولكن دفعه لذلك هوسـه في أهميّة التحليل السياسي، بل جعل عقيدة الإسلام هي عقيدة سياسية في جوهرها كما تقدَّم سابقاً فعلّق كل شيء عليها، أي على السياسة فيها. وبدل أن يكون الصراع بيننا وبين الآخرين على أساس عقيدة التوحيد، وعلى أساس قاعدة العبودية لله أو لغيره، فإن قتالنا سيكون على أساس العلاقة السياسية وغيرها، وهذا واضح في تحليل الحزب لعمالة القادة الإسرائيليين (اليهود) في فلسطين.
فهل قتالنا لهم لأنهم عملاء للإنجليز أم لكونهم أعداء لله؟.
مع أننا نقرر أن العداء لله ولرسوله لا بد أن يفرز عمالة لطواغيت الأرض الكفرة، ولكن لا بد من تعليق الحكم الشرعي على مناطٍ صحيح لا تختلف فيه الأنظار.
وهذا يدفعنا إلى القول أن فهم الإيمان والتوحيد عند الحزب ليس هو الفهم السني، بل هو أقرب ما يكون إلى إفرازات الأشاعرة (المرجئة) حين يجعل التوحيد عقيدة عقلية، ويجعل جهاد الكتلة المؤمنة كفاحاً سياسياً. لكنها كما يبدو عقيدة عقلية متطوّرة. وللحزب بعض الفتاوى التي تحتاج إلى بحث ونظر وعسى أن نفرغ لها قريباً.
والله الموفق
==============
رد منقول
سبحان الله نفس التعصب ، وتحيلنا الى أمير الحزب المهندس الزراعي وكأنه علامة، بالمناسبة أرجو من الإخوة الدخول لموقع الأمير والنظر لترجمته، والشخص لايجد غضاضة في التأليف في الفقه وأصوله والتفسير والإفتاء.

الاستاذ ابو بكر عوض ان تحيلنا لكتب الحزب، رد على ما جاء في الموضوع، فكتب الحزب ليست خافية على احد وكذلك مواقعه الالكترونية، خاصة إذا علمنا ان هذه الكتب وهذه المواقع ليست محل اتفاق.
فاي حزب تقصد هل اتباع ابو الرشتة ام الحركة التصحيحية.
لقد أضعت ازيد من سنة في حزبكم كادت عقيدتي ومفاهيمي وافكاري واولوياتي تندرس معالمها. و الغريب انه في كل مرة كان يقال لنا أن المعلومة الفلانية التي درستم خاطئة. والفكرة الفلانية غير متبناة. ولقد تراجع الحزب عن الموقف الفلاني، والموضوع الفلاني لا يعنيه ولا يخصه، والحزب غير معني بالتدين الفردي ولا بالحالة الايمانية للشخص، لأنه في إطار العمل الجماعي الأولوية للاهداف السياسية الجماعية. ومع مرور الوقت تبين لنا الصراع الذي كان دائرا داخل الحزب وسوء الفهم الذي كان حاصلا. وما لبث ان انفض الجمع.
ولقد استمر نقاشي مع تلك المجموعات حول عدد من المواضيع، كان الهوى والتحريف والتأويل، سيد الموقف من جانب محاوري، أبسطها حين قلت لاحدهم ما قولك في حديث الطائفة المنصورة وما تفسير الحزب لهذا الحديث، فاتاني صاحبي بكتاب للحزب يزعم فيه انه المعني بالحديث، وأن القتال المذكور في الحديث هو العمل السياسي الذي يقوم به الحزب لإرجاع الخلافة، وقس على ذلك.
أرجو من الأخ ابو بكر عوض أن يتهمني بالكذب انا ايضا وربما بالعمالة أن يتريث، فوالله إني طالب حق.
الحزب يدعي التزامه بالدليل لكنه يلتف عليه كلما وجده لا يسعفه.
لقد استفدت كثيرا من الحزب لا أنكر ذلك، وافراده على مستوى عال من الغيرة والحماس والإخلاص، لكن للأسف أصول الحزب بعيدة عن اصول أهل السنة، فليقلها الحزب علانية : نحن امتداد لفرقة من الفرق نود إحياءها ونعتقد أنها هي الصواب وانها ظلمت طوال هذه المدة.
ليصرح للأمة أنه امتداد للأشاعرة وأنه ينوي إعادة أمجادهم، ليصرح انه يود إحياء عقيدة المرجئة وأنها العقيدة الحقة، وأن ما لحقها من تشويه إنما هو جراء انتشار الوهابية التي ما انتشرت إلا بالسيف.
ليوضح لنا موقفه الصريح من المعتزلة.
ليوضح لنا هذا التشابه الشديد بل هذه الدعاية المعلنة مرة والمخفاة مرات، من طرفه للفرق التي ذكرت، هل هو مجرد عدم فهم لعقائد هذه الفرق ، أم هو توحيد للأمة وجمع للصف ، أم هو اقتناع بصوابها، أم أنها هي هاته الفرق العقائدية عادت في ثوب السياسي.
ليكن الحزب واضحا وليكشف عن علمائه وأئمته. وليتوقف عن الادعاء أنه هو الاسلام ومن خالفه فقد خالف الاسلام، وأنه حزب للأمة كلها جاء لتخليصها ورفع الحرج والاثم عنها. هذا ما نريده لا غير.
بخصوص عمر بكري هو الآن في لبنان على حد علمي وقد تنقل بين حزب التحرير والسلفية الجهادية وهو الآن أقرب من أصحاب فكر المراجعات، ويقدم نفسه كخبير بالجماعات الاسلامية والجهادية منها على وجه الخصوص، لذلك فقد بدأ يجد له موطئ قدم ببعض المحطات التلفزية والإذاعية، رغم قلة بضاعته.
=======
بسم الله الرحمن الرحيم
سرد الانحرافات العقدية وبعض الانحرافات الفقهية عند حزب التحرير الإسلامي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد :
فقد جرت بيني وبين أعضاء من حزب التحرير حوارات في منتدى العقاب على الشبكة العنكبوتية التابع للحزب ، وإن كنت في الأساس لم أشارك للمناظرة لقلة بضاعتي مع أني بحمد الله دراساتي العقدية بين متوسطة ومتقدمة .
وقد كان أفراد الحزب يشنون هجوماً علي وعلى السلفيّة – ومع أني أفتخر بأني سلفيّ إلّا أني لا أنتسب إلى أي أحد من الحاملين لاسم الدعوة السلفية في القدس ولا أنشر بين جميع معارفي حقيقة توجهي السلفيّ بسبب ما جرى على السلفية من تشويه بسبب الانقسامات ومن بعض الدعاة وبعض صغار طلبة العلم وبعض الأتباع – أقول الهجوم من الحزب توجّه إليّ بسبب اعتبار السلفيين حزب التحرير من الفرق الضالة ، وهم يظنون أنّ المسألة التي يخالفون فيها عقيدة السلف أهل السنة والجماعة – بحسب ما فهموا من بعض الكتابات التي تحدثت عنهم – فقط مسألة خبر الآحاد .
والحقيقة أن الأمر أوسع من ذلك بكثير فهذه هي مجمل الانحرافات العقدية عند الحزب كما يلي :
1- النزعة الاعتزالية في إثبات العقيدة ، وادعاؤهم أننا لا نستطيع لإقامة الحجة على الكافرين من القرآن لأنهم لا يؤمنون بأنه منزل من عند الله تعالى مع أنّ الله تعالى يقول {وجاهدهم به جهادً كبيراً } وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم شاهد على ذلك ودخول الكافرين في الإسلام لسماعهم أو قراءتهم كتاب الله دليلٌ على مدى سخافة هذه المقالة .
2- تقديم العقل على النقل من قرآن وسنة عند التعارض بين العقل والنقل كما صرّح بذلك الشيخ النبهاني – وكل فرقة من فرق الضلال تزعم تعارضاً مختلفاً من جماعة لأخرى !! ثم أي عقل يريدون منا الرجوع إليه وعقولهم تتفاوت تفاوتاً عظيماً !!- .
3- عدم التطرق لتوحيد الألوهية وصور الشرك الواقعة في الأمة في كتب الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله تعالى .
4- التأويل في صفات الله عز وجل عند الشيخ النبهاني ، وأنا أعرف أشخاصاً من الحزب لا يؤمنون بأن الله على العرش بذاته سبحانه وتعالى مخالفين صريح القرآن والسنة والإجماع كما في قوله تعالى : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) سورة الملك .
5- مرجئة في الإيمان .
6- اشتراطهم التواتر في الأحاديث لتكون حجّة يجب الإيمان بها في العقيدة من صفات الله تعالى وغيبيات كمنكر ونكير والإيمان بالصراط…الخ ما جاء بحديث آحاد صحيحة .
7- إنكار الشيخ النبهاني صحبة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في كتاب الشخصية الإسلامية .
8- الانحراف في مفهوم القضاء والقدر وخصوصاً مبحث الهداية والضلال .
9- لم يبال حزب التحرير بالكفر والشرك عند الشيعة الرافضة لأن التحذير من الشرك ليس من أولويات عمله فان الأولوية للسياسة والخلافة فقال التحريريون أهم عمل سياسي قام به الإمام الخميني هو تأليفه كتاب {الحكومة الأسلامية} وملاحقته هذا الأمر حتى ألف الحكومة نفسها… وقد أطلق الخميني شعار: لا شرقية ولا غربية بل اسلامية… وهذا لا يعني أن الخميني لم تكن له أخطاء ولكن ليس الآن وقتها) مجلة الوعي التحريرية عدد 26 السنة الثالثة ذو القعدة 1409 حزيران 1989. وامتدحت مجلة (الوعي) التحريرية كتاب الخميني (الحكومة الأسلامية) الذي صرح فيه بأن الأئمة أفضل من الملآئكة المقربين والأنبياء المرسلين.) الحكومة الأسلامية ص 52. ولقد نقل العلامة ابن حجر الهيتمي عن العلماء تكفير من قال (الأئمة أفضل من الأنبياء) الإعلام بقواطع الأسلام ص 75 ط:دار الكتب العلمية.
ونقول إن لم يكن الوقت الآن مناسباً للتحدث عن أخطاء الشيعة في سبّ الصحابة واتهامهم بتحريف القرآن والردة عن الأسلام فمتى يحين؟؟.لماذا عندهم متّسع من الوقت للتحدّث عن غيره من حكام المسلمين ولا وقت لديهم للتحدّث عن هذا الرجل؟؟.أليس هذا دليلاً على غياب العقيدة عند هذا الحزب لجهله أن من عقائد الشيعة القول بتحريف القرآن والحج الى مقابر الأئمة والأستغاثة بهم من دون الله – وهو الشرك الأكبر- وسبّ أصحاب رسول الله وأزواجه والغلو في الأئمة والقول بعصمتهم حتى فضّلوهم على الأنبياء والملآئكة.
9- أحد المشرفين في منتدى العقاب قال بأن السحر لا يتجاوز التخييل وقد حاورته وأصر على موقفه وهذا قول المعتزلة .
- أنبّه أنه قد يكون الحزب تراجع عن إنكار صحبة معاوية رضي الله عنه ولا أقول أن الشيخ النبهاني تراجع .
- وأنبه أيضاً أن طبعات كتب الشيخ النهاني يجري عليها تصحيحات من الحزب فعلى من أراد التأكد من نسبة الأقوال للشيخ تقي أن ينظر في الطبعات الأولى من كتبه .
- أما الفتاوى الشاذة فمنها :
1- لا فرق عندهم بين سنّي وشيعي ويحاربون من يفرّق بينهم : ( وأمّا ما يثار من تفريق أو تمزيق بين سني وشيعي فإنّ وراءه قوى حاقدة على الإسلام يقف الحزب ضدها ويحاربها بكل ما يستطيع ) مجلة الوعي التحريرية العدد 75 سنة 1993م .
2- حمل تقي الدين النبهاني على من يقولون بأن المرأة كلها عورة واعتبر ذلك انهياراً في الخلق، ورأى أنه لابد من اجتماع الرجل والمرأة. النظام الأجتماعي في الأسلام ص 10 و128.
3- يجوّز التحريريون أن يكون الكافر عضواً في البرلمان الإسلامي أو رئيس دائرة أو قائد جيش في بلد مسلم . نشرة أجوبة وأسئلة ربيع الثاني 1390هـ الموافق 5/6/1970م للنبهاني .
4 – جواز تقبيل المرأة الأجنبية ومصافحتها . نشرة جواب سؤال 29/5/1970م لشيخهم النبهاني .
5- جواز لبس الباروكة والبنطلون والخروج لحظور مهرجان إنتخابي أو مؤتمر عام ولو منعها زوجها فلم تطعه لم تكن ناشزة . نشرة جواب وسؤال 2 محرم 17/2/1972م .
6- ((وإنه بغض النظر عن كوْن الفتاوى أحطّ أنواع الفقه، وبغضّ النظر عن كون مجرّد وجود كلمة مفتي بما لها من واقع، هي انحطاط في المجتمع؛ وبغضّ النظر عن كون تشجيع الناس على الاستفتاء والفتوى يعرّض أحكام الشرع للجهلاء أن يتصدّروا للفتيا، وبغضّ النظر عن كون الإجابة السريعة، والإجابة من الذاكرة عرضة للخطأ بشكل راجح”. الدوسيتان، (128).
7- ويجوز للمرأة أن تتولى القضاء . النظام الإجتماعي في الإسلام 89 .
8- زعم حزب التحرير أن المسلم يقتل بالكافر ، وهذا رد على حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري : ( لا يقتل مسلم بكافر) .
9- رأي الشيخ النبهاني في الجمعيات الخيرية : ((وإذا نظر بعين التدقيق إلى نتائج هذه الجمعيات، يرى أنها لم تُثمر شيئا ينفع الأمة، أو يساعد على النهضة، وكان ضررُها خفيّا، بحيث لا يظهر إلا للمدقّق، مع أن وجودَها من حيث هو ضررٌ كبير، بغضّ النظر عن النفع الجزئي)) التكتل الحزبي، للشيخ تقي الدين النبهاني، (17).
المراجع : الرد على حزب التحرير الشيخ عبد الرحمن دمشقية ، قراءات في فكر حزب التحرير الإسلامي الشيخ جواد بحر النتشة ، دوسيه لطالب علم عن حزب التحرير ( أبو عبد الرحمن ) ، شريط (مناقشة مع أفراخ المعتزلة) مناظرة جرت بين العلامة ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى وبين وفد من حزب التحرير قدموا لمناقشته ، منتدى العقاب .
تنبيه : هذه النشرة لا تمثل تقييماً لأعمال الحزب أو قياداته .
انظر الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة.
العنوان الرد على حزب التحرير
المؤلف عبد الرحمن دمشقية
نبذة عن الكتاب
الرد على حزب التحرير
مناقشة علمية لأهم مبادىء الحزب ورد علمي مفصل حول خبر الواحد
المؤلف عبد الرحمن دمشقية
http://saaid.net/book/open.php?cat=89&book=108
والله تعالى أعلم
=========
قراءات في ضلالات وإنحرافات وشذوذ حزب التحرير !!
نفض الغبار وكشف المستور: قراءات في ضلالات وإنحرافات وشذوذ
حزب التحرير !!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
أعلم أن هذه الدراسة قد تـُغصب البعض .. ولكن همي أن يرضى الله وأن أقول جملة من الحقائق التي ثبت تأصيلها لدى معظم العلماء ,
ولنبرأ أمام الله سبحانه وتعالى .
في البداية دعوني أن أتوجه بالسؤال إليكم :
هل الإسلام فكر وعقيدة ؟ أم دين ودنيا ؟ أم طقوس وعبادات ؟ أم انه علم وحلقات؟
هل يجوز الأخذ بجانب وترك الأحكام الشرعية الأخرى ؟
أسئلة كثيرة سنجد الإجابة عليها في هذا الدراسة المكونة من سلسلة من الحلقات .

الحلقة الأولى

نفض الغباروكشف المستور : قراءات في ضلالات حزب التحرير


ليس غريباً أن يصاب أولئك الذين وضعوا رحالهم في رحاب حزب التحرير بنوبات من الخوف والهلع , إذا ما انتقدهم مخالف عالم كان أو كاتب علم , ومن ضحالة وعيهم أنهم يلجأون إلى وصف مخالفيهم بالخيانة والعمالة كما وصفوا عبدالله عزام رحمة الله عليه بالكفر والخيانة حتى طالبان إلى ما قبل الإحتلال الأمريكي لبلاده فقد جرت العادة أنهم يلجأون إلى تخوين مخالفيهم بناءً على فلسفات واجتهادات شخصية أخذت طابع الإلزام والتصديق لدى عشيرتهمالأقربين !!
قد تتعرض هذه الدراسة إلى الرجم والتحطيم , ولكنها حقيقة ثابتة ثبت الفصل فيها من خلال الحجج والبراهين التي ساقها العلماء في الرد على فتاوى واجتهادات أفراد الحزب .
أسئلة كثيرة دارت وتدور في أذهان الكثير:
1- هل يجوز الأخذ بإجتهاداتهم وفتواهم؟
2- ما حكم الإلتحاق بهم ؟؟
3- ما هو دورهم في تعطيل الأحكام الشرعية مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
4- دورهم في تشتيت وتعطيل نهضة الأمة من خلال تعطيل فرضية الجهاد ؟
5- وهل هم فعلاً منحوا الإحتلال هدنة منذ أكثر من خمسون سنة ؟
6- وما هي قصة كتابهم المقدس (إزالة الأتربة عن الجذور) ؟
وسأتناول في هذه الحلقة جزء من الدراسة التي أعدها الدكتور جواد بحر النتشة في كتابه (قراءات في فكر حزب التحرير) وبعض آراء العلماء بعيداً عن الغوغائية
فديننا واضح المعالم لا لبس فيه ولا غموض , وأن أصدق الحديث كتاب الله وأحسنَ الهدي محمد عليه الصلاة وأزكى التسليم .
في الحلقات القادمة

وقد اعتمدت هذه المشاركات على الإرث الذي تركه حزب التحرير في الأمة ولا يزال،
فقد اعتمدت الكتب المتبناة
( التي اختارها الحزب وألزم أفراده بقبولها واعتقادها، ورتب على ذلك طرد العضو المخالف لها من الحزب)
كتب و منشورات لحزب التحرير؛
أمثال: ((مفاهيم سياسية))، و((نظراتسياسية))، و((النظام الاجتماعي في الإسلام))، و((النظام الاقتصادي في الإسلام))،و((نظام الإسلام))، و((الخلافة))، و((نظام الحكم في الإسلام))، و((التفكير))،بالإضافة إلى كتاب ((الشخصية)) والمنشورات الصادرة
عن الحزب التي جمعها الحزب في ملفات خاصة، تحت عناوين منها: (النشرات السياسية، والنشرات الفكرية،…)،
وهي متوفرة لدى أغلب المنتمين للحزب، ومنشورة على موقع الحزب في شبكة الإنترنت.


1- مجال التبني عند حزب التحرير : والمقصود هنا المواضيع التي يتبنى الحزب فيها حكما ما , أو رأيا ما .
في ملف نشرات فقهية ورد حديث مطول حول تحريم زواج المتعة وأنه حسب تقدير حزب التحرير:
((زنا لا شك فيه )) (ملف النشرات الفقهية 1953/1990
(147) ويتابع (( أن الحزب لم يتبنً في زواج المتعة شيئاً , ولذلك تجد كتاب النظام الإجتماعي خالياً منه , فلا نريد الخوض في هذا البحث و لأنه نقاش في حكم لا أهمية له في نهضة الأمة , ولا في إقامة الدولة وحمل الدعوة)) .
ونصوا في كتاب ” العقوبات ” لعبد الرحمن الماليك [ص 205] ، بان من زنا بأحدى محارمه المؤبدة – كالأم والأخت – يسجن عشر سنوات ، بينما الحكم الإسلامي فيمن زنا باجنبية معروف – الرجم للمحصن ، والجلد للعزب – فكيف بالزنا في المحارم ؟
والسؤال : فإذا كان حكم زواج المتعة الذي هو زنا حسب ما صرحت به نشرة الحزب لا أهمية له في إنهاض الأمة , وفي هذا الزواج ما فيه من إشغال شباب الأمة بمزيد من الغرق في أوحال الجنس وسرحان التفكير فيه , فما هي القضايا ذات الأهمية في إنهاض الأمة ؟؟
ثم لماذا لم يتبن َ الحزب ما أصدره من تحريم المتعة في لبنان رغم ما أصدره من تحريم المتعة ؟؟
لأن التحريم هناك يجر مناقشات جانبية كون لبنان تقطنه فرق شيعية ولم يرد الحزب أن يحرج نفسه في مجتمع يعيش وإياهم فيه وهذا رأي حصيف !!
2- التبني ولو بلا إقتناع شرط للقبول في الحزب : الدوسيتان
(233) ( لذلك يجب عليه أن يلتزم بالعمل بما تبناه ويتبناه الحزب , وأن يلتزم حمل الأفكار والآراء والأحكام التي تبناها , وألا يحمل للناس غيرها وألا يدعو إلى سواها )
أما التناقض فيظهر في كلام الأستاذ النبهاني في كتابه الشخصية والذي يقول في الجزء الثاني منه(( إلا ان خضوع الناس لأمر الإمام , ولزوم عملهم بما تبناه من أحكام وترك العمل بآرائهم وبما تبنوه , لا يعتبر تبنياً لما تبناه الإمام, وإنما خضوع لأمره ….. ولذلك يجوز لأي مسلم أن يعـُلم ما تبناه من أحكام , وأن يدعو إليها حين يدعو للإسلام , ولو خالفت ما تبناه من الإمام…))
أما السؤال : هل التفاوت بين ما تطالب به نشرة الحزب هو من باب التناقض مع كلام الأستاذ النبهاني أم ان هذا التفاوت هو من باب إعطاء ما تبناه الحزب اكثر مما يتبناه الإمام ذاته !!
3- لا مقام للإجتهاد أمام التبني: ذكر النبهاني بأنه على المجتهد ان يترك اجتهاده إذا تبنى الخليفة حكم ما , وكان هذا الحاكم يخالف اجتهاد شخص ما , يقول الأستاذ النبهاني (الدوسيتان(234) (( إذا تبنى الخليفة حكماً شرعياً يخالف الحكم الذي أداه إليه اجتهاده , ففي هذه الحالة يجب عليه ترك العمل بما أداه إليه أجتهاده والعمل بالحكم الذي تبناه الإمام ).
وفي نشرة من نشرات الحزب الدوسيتان(229): (( إلا أن عمل العضو بهذه الأحكام , واجب ولو خالف رأيه , ما دامت إسلامية,إذ ما دام الحزب قد تبناها , فيجب ان يترك اجتهاده ويعمل برأي الحزب )) .
فهل نتبع الخلفاء الراشدين مثلاً رغم اختلافهم على قضايا كثيرة ونتبع رأي الحزب على إعتبار أن أدلة الصحابي لا تصلح للدلالة على حجيجه كما قال النبهاني في كتاب الشخصية الإسلامية (3/425) !!
———————
(2) إنكار حزب التحرير لعذاب القبر ونعيمه!
فقد ورد في دوسية إزالة الأتربة أن أخبار الآحاد ظنية الثبوت , وطبق على ظنيتها معنى الظن المنهي عن اتباعه والمثال على ذلك عذاب القبر , فقد ورد في نصوص الدوسية حديث شريف عن الرسول عليه السلام ذكر فيه لعذاب القبر والذي يــُفهم من كلام الدوسية : انه يحرم الإعتقاد بما هو من العقائد من هذا الحديث وما دام عذاب القبر مذكورا في هذا الحديث فيحَرم الإعتقاد بعذاب القبر : لكن يجوز تصديقه).
غير أن الدوسية (إزالة الأتربة) ترفض إعطاء التصديق معنى الإيمان المقبول قرآنياً , فنزلت كلمة التصديق القرآنية عند الحزب من عليائها القرآني إلى مرتبة أقل من كلمة الإعتقاد غير القرآنية .
ذلك أنه حسب الدوسية يجوز أن تصدق بما ورد في أحاديث الآحاد ويحرم أن تعتقد به !!
إن عذاب القبر ونعيمه من المسائل التي تبين للعلماء قديما أنها واردة في أخبار متواترة قطعية الثبوت وهو ما ذكره كثير من العلماء , فقد نص على تواتره ابن العز الحنفي في شرحه على العقيدة الطحاوية قال رحمه الله تعالى (( وقد تواترت الأخبار عن رسول الله عليه الصلاة والسلام عذاب القبر ونعيمه , لمن كان كذلك أهلاً)).
وعلماء آخرون يردون عليهم:
-أما ان العقائد لا تؤخذ من أحاديث الآحاد فهذه قضية اشتد حولها النزاع ،
قالوا : ( ان العقائد لا أحد من العلماء لا المتقدمين ولا المتأخرين يقول بان العقائد يجوز ان تؤخذ من الدليل الظني ) ، وهذا يعني انه لم يقل أحد ان خبر الآحاد حجة في العقائد ،
وهذا يدل على جهل فاضح وعلى قلة اطلاع .
يقول ابن تيمية [في الفتاوي 13/351-352] : ( ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف ، على ان خبر الواحد غذا نقلته الأمة بالقبول ، تصديقاً له ، أو عملاً به)
-وإذا كان الاجماع على تصديق الخبر موجباً للقطع به ، فالاعتبار في ذلك باجماع اهل العلم بالحديث ، كما ان الاعتبار في الاجماع في الاحكام باجماع اهل العلم بالأمر والنهي والاباحة .
- وقد أورد الشافعي نيفاً وثلاثين دليلاً على حجية خبر الواحد ، يقول الشافعي : ( اجتمع المسلمون قديماً وحديثاً على تثبيت خبر الآحاد والانتهاء إليه ) .
كذلك كيف نفهم نحن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:
. عن أبي هريرة قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذا فرغ احدكم من التشهد الأخير فليتعوذ من اربع ، من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا وفتنة الممات ومن شر فتنة المسيح الدجال )
وعن عائشة رضي الله عنها ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ” اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال”
ومع ذلك لا زال حزب التحرير يحرم على اعضائه الاعتقاد بعذاب القبر وظهور المسيح الدجال ، ويعتبر من يعتقد هذا آثماً ، مع ان الأحاديث تواترت فيها!!
—————-
متابعة ضلالات وإنحرافات حزب التحرير !!!
(3)فتاوى لا تعرفها نصوص الشرع
مشكلة الحزب أنه لا يترك مسائل الفقه للعلماء يصدرون فيها ما يؤديه إليه اجتهادهم بل يذهب هو وعلى قلة من العلم أدى إليها منهجه الذي يرفض إعطاء العلم اهتماما كافياً .
خاصة أن بعض فتاوى الحزب من تلك التي اختلت فيها رؤيته , ترجع في أصلها إلى رؤى اجتهادية قديمة , شذت عن منهج الحق المبين , فجاء الحزب ليتولى أمرها ونشرها بين شبابه , وقاموا هم بدورهم , لينشروها قدر المستطاع بين شباب الأمة ليثيروا اللغط الكثير .
النبهاني يقول في كتابه “الشخصية
الإسلامية” (الجزء الثاني صفحة 31، 92) : “فالنبي صلي الله عليه وسلم فرض على كل مسلم أن تكون في عنقه بيعة، ووصف من يموت وليس في عنقه بيعة بأنه مات ميتة جاهلية”، وهكذا فجميع المسلمين منذ 1924، تاريخ زوال الخلافة الإسلامية من تركيا، ماتو وسيموتون “ميتة جاهلية” لأنهم ماتوا ولم يبايعوا النبهاني الذي نصب نفسه خليفة في حي النبعة ببيروت.
ولا شك أن هذا الحديث مكذوب علي النبي صلي الله عليه وسلم، بدليل أن لفظ “الخلافة” بمعني مؤسسة الحكم لم يرد في القرآن قط، وما كان لرسول الله صلي الله عليه وسلم أن يستعمل في أحاديثه مصطلحات سياسية لم ترد في القرآن.
ويضيف النبهاني إيغالاً في تكفير الأمة الإسلامية قاطبة: “فالمسلمون جميعاً آثمون إثماً كبيراً في قعودهم عن إقامة خليفة للمسلمين، فإن أجمعوا على هذا القعود كان الإثم على كل فرد منهم في جميع أقطار المعمورة ” (كتاب الشخصية الإسلامية صفحة 3)
وهكذا فجميع المسلمين باستثناء النبهاني الذي يطالب ببعث الخلافة “آثمون”.
ويضيف النبهاني في كتابه المذكور:”والمدة التي يمهل فيها المسلمون لإقامة خليفة هي ليلتان، فلا يحل أن يبيت المسلم ليلتين وليس في عنقه بيعة، وإذا خلا المسلمون من خليفة ثلاثة أيام آثمون جميعاً حتى يقيموا خليفة”
(انظر الجزء الثاني من القسم الثالث، وانظر أيضاً صفحة( 971 )

—————–
متابعة ضلالات وإنحرافات حزب التحرير !!!
يتابع د. جواد النتشة
الأولى- إباحة النظر إلى العورات سوى السوأتين:
تبنى الحزب كما في نشرة صدرت في 8/5/1970م (ملف النشرات الفقهية ((أن عورة الرجل ما بين السترة والركبة )) وكلامه هنا قوي: غير أن الحزب في نشرات لاحقة (نشرات فقهية 1953-1990(143) (( المراد في النهي عن نظر الرجل إلى عورة الرجل , والمرأة إلى عورة المرأة ,
المراد منه : العورة المغلظة , أي السوءتان , وهما القـُبل والدبر , وليس مطلق العورة, اما المحارم فإنهم ليسوا داخلين في الحديث)).
ففي نشرة يعتبر الفخذ عورة وفي الثانية يقرر أنه يحرم النظر إلى المغلظة منها فحسب , وهو كلام في غاية العجب فوق كونه يخالف نصوص الشرع بفتح هذا الباب .
أما الدليل عن أن الفخذ عورة ما رواه الإمام أحمد وأبو داود(الروايات في المسند للإمام وأرقام صفحاتها (12/377,ح15869,وح15867,وح:15872,وح15875) وروى الحيث أبو داود في سننه (433/3,ح4014) .
عن جرهد الأسلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به وهو كاشف عن فخذه فقال(أما علمت أن الفخذ عورة)
ولقد قال النووي في صحيح مسلم (3/145) ((وأما أحكام الباب ,ففيه تحريم نظر الرجل إلى عورة الرجل , والمرأة إلى عورة المراة , وهذا لا خلاف فيه , وكذلك نظر الرجل إلى عورة المراة , والمرأة إلى عورة الرجل حرام بالإجماع , ونبه صلى الله عليه وسلم بنظر الرجل إلى عورة الرجل , على نظره إلى عورة المرأة وذلك بالتحريم أولى, وهذا التحريم في حق غير الأزواج والسادة)).
والسؤال : ماذا نفعل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم أمام فتوى حزب التحرير؟
<!– / message –>

——————
متابعة ضلالات وإنحرافات حزب التحرير !!!
تكفير حزب التحرير:
يقول زعيمهم تقي الدين النبهاني
في كتابه المسمى الشخصية الإسلامية
(الجزء الأول: القسم الأول ص/71 ـ 72)
ما نصه: «وهذه الأفعال ـ أي أفعال الإنسان ـ لا دخل لها بالقضاء ولا دخل للقضاء بها، لأن الإنسان هو الذي قام بها بإرادته واختياره، وعلى ذلك فإن الأفعال الاختيارية لا تدخل تحت القضاء» اهـ،
ويقول في نفس الكتاب
(الجزء الأول: القسم الأول: ص/74) ما نصه:
«فتعليق المثوبة أو العقوبة بالهدى والضلال يدل على أن الهداية والضلال هما من فعل الإنسان وليسا من الله» ا.هـ،
وكذا يذكر في كتابه المسمى بـ: «نظام الإسلام» (ص 22).
الرد: هذا الكلام مخالف للقرآن والحديث وصريح العقل.
فأما القرآن فقد قال الله تعالى: {وخلَقَ كلَّ شىءٍ فقدَّرَه تقديرًا} [سورة الفرقان/2]،
وقال:{واللهُ خلقكم وما تعملون} [سورة الصافات/96]،
وقال:{إنَّا كلَّ شىءٍ خلقناه بقدَر} [سورة القمر/49]
مخالفات واضحة من النبهاني لصريح القرآن الكريم …. فأي ضلال وأي فساد واي شذوذ عند هؤلاء الذي يؤمرون أتباع حزب التحرير بالأخذ من أقوال النبهاني المخالفة للقرآن،
وأن يتركوا الآيات الصريحة من القرآن الكريم !!!
<!– / message –>
صهيب العربي April 6th, 2009 11:24 PM
——————-
الإنحرافات العقائدية عن
حزب التحرير
والمخالفة لأهل السنة


ولم يتوقف الأمر عند الفتاوي الشاذة لحزب التحرير بل هناك إنحرافات عقائدية عند حزب التحرير

الانحرافات العقدية عند حزب التحرير:
1- النزعةالاعتزالية في إثبات العقيدة ، وادعاؤهم أننا لا نستطيع لإقامة الحجة على الكافرين من القرآن لأنهم لا يؤمنون بأنه منزل من عند الله تعالى مع أنّ
الله تعالى يقول {وجاهدهم به جهادً كبيراً } وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم شاهد على ذلك ودخول الكافرين في الإسلام لسماعهم أو قراءتهم كتاب الله، دليلٌ على مدى سخافة هذه المقالة .
2- تقديم العقل على النقل من قرآن وسنة عند التعارض بين العقل والنقلكما صرّح بذلك الشيخ النبهاني – وكل فرقة من فرق الضلال تزعم تعارضاً مختلفاً منجماعة لأخرى !! ثم أي عقل يريدون منا الرجوع إليه وعقولهم تتفاوت تفاوتاً عظيماً !! .
3- عدم التطرق لتوحيد الألوهية وصور الشرك الواقعة في الأمة في كتب تقي الدين النبهاني رحمه الله تعالى .
4- التأويل في صفات الله عز وجل عند النبهاني ، وأنا أعرف أشخاصاً من الحزب لا يؤمنون بأن الله على العرش بذاته سبحانه وتعالى مخالفين صريح القرآن والسنة والإجماع كما في قوله تعالى : ( أأمنتم من فيالسماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) سورة الملك .
5- مرجئة في الإيمان .
6- اشتراطهم التواتر في الأحاديث لتكون حجّة يجب الإيمان بها في العقيدة من صفات الله تعالى وغيبيات كمنكر ونكير والإيمان بالصراط…الخ ما جاء بحديث آحادصحيحة .
7- إنكار النبهاني صحبة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه في كتاب الشخصية الإسلامية .
8- الانحراف في مفهوم القضاء والقدر وخصوصاً مبحث الهداية والضلال .
9- لم يبال حزب التحرير بالكفر والشرك عند الشيعة الرافضة لأن التحذيرمن الشرك ليس من أولويات عمله فان الأولوية للسياسة والخلافة فقال التحريريون أهم عمل سياسي قام به الإمام الخميني هو تأليفه كتاب {الحكومة الأسلامية} وملاحقته هذاالأمر حتى ألف الحكومة نفسها…
وقد أطلق الخميني شعار: لا شرقية ولا غربية بلاسلامية… وهذا لا يعني أن الخميني لم تكن له أخطاء ولكن ليس الآن وقتها) مجلة الوعي التحريرية عدد 26 السنة الثالثة ذو القعدة 1409 حزيران 1989.
وامتدحت مجلة (الوعي) التحريرية كتاب الخميني (الحكومة الأسلامية) الذي صرح فيه بأن الأئمة أفضل من الملآئكة المقربين والأنبياء المرسلين.) الحكومة الأسلامية ص 52.
ولقد نقل العلامة ابن حجر الهيتمي عن العلماء تكفير من قال (الأئمة أفضل من الأنبياء) الإعلام بقواطع الأسلام ص 75 ط:دار الكتب العلمية.

ومن شذوذ النبهاني وأتباع النبهاني وحزب التحرير !!!
النبهاني ينكر صحبة معاوية رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم
في كتاب : الشخصية الأسلامية
صهيب العربي April 6th, 2009 11:27 PM
———————
فتوى في حزب التحرير !!!
من موقع الشبكة الأسلامية !!
رقـم الفتوى : 34834
عنوان الفتوى :
انحرافات في العقيدة وقع فيها حزب التحرير
تاريخ الفتوى :15 جمادي الأولى 1424 / 15-07-2003
السؤال : يقال إن حزب التحرير يحكم العقل في المسائل العقدية، أريدالاستفسار عن هذه النقطة وبالأمثلة إذا أمكن. والسلام عليكم ورحمةالله.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد:
فمن الانحرافات العقدية التي وقع فيها حزب التحرير: تقديم العقل عن النقل، كماهو مصرح به في كتبهم المتبناة، وإصداراتهم من خلال موقعهم على الشبكة العنكبوتية. فمن العبارات الدالة على ذلك ما جاء في كتاب “نداء حار إلى المسلمين من حزب التحرير”: أما من حيث واقع الإسلام نفسه فإن الإسلام أفكار… وذلك لابد أن تجري العملية العقلية في كل ما جاء به الوحي… فالإسلام باعتباره أفكارا أساسه العقل، والأداة التي تفهمه العقل… فحين يقال: إن الإسلام خاضع للعقل فهذا القول الصحيح، وكذلك حين يقال: إن الإسلام مقياسه العقل، فهذا القول أيضًا صحيح؛ لأن العقل هو أساس الإسلام… وحينئذ يكون العقل هو الدليل على المعنى وليس النص. من أجل ذلك مال الحزب إلى المدرسة العقلية القديمة، وهي المعتزلة، وأثنى على أئمتهم، يقول تقي الدين النبهاني مؤسس الحزب في كتابه “الشخصية الإسلامية” عند ذكره لواصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وأبي هذيل العلاف والنظام قال: لم يحصل منهم أي انحراف في العقائد على اختلاف معتقداتهم، فكلهم مسلمون مدافعون عن الإسلام.
وذلك مما دفع الحزب إلى أن حرّم على أتباعه الاعتقاد بعذاب القبر ونعيمه، وظهور المسيح الدجال. ومن تأثره بالمعتزلة وغيرهم من المتكلمين: ردّه لاعتقاد ماصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريق خبر الآحاد في مسائل العقائد. يقول النبهاني في “الشخصية الإسلامية”: خبرالآحاد ليس بحجة في العقائد.
وللتفصيل في ذكر أقوالهم والردِّ عليها تراجع الكتب المصنفة في ذلك، منها: – الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام: للشيخ الألباني. رحمه الله. – حزب التحرير: لعبدالرحمن دمشقية.
وراجع الفتوى رقم: 13372. والله أعلم.
المفتـــي:


——————
ضلالات حزب التحرير!!
طلب النصرة من الكفار
ومن علامات عدم تقيد الحزب بضوابط العقيدة تجويزه طلب النصرة ممن بيده السلطان ولو كان كافراً وجهله أن الكافر لن يعين على إقامة الخلافة وهو يعلم أن النصرة من أجل إقامة الخلافة هذا جهل بطبيعة العدو ومكره.
قال النبهاني « يجوز أن يستعان بالكفار بوصفهم أفراداً وبشرط أن يكونوا تحت الراية الاسلامية بغض النظر عن كونهم ذميين أو غير ذميين سواء كانوا من رعايا الدولة الاسلامية أم لم يكونوا»[1].
ويجوز للكافر أن يكون عضوا في البرلمان الاسلامي وأن يكون رئيس الدائرة أو قائد الجيش في الدولة المسلمة كافرا[2].
وجاء في الدوسية (ص 62) « والجهاد واجب تحت راية كل حاكم أيا كان»
فهم يرون الجهاد تحته سواء أكان برا أو فاجرا، حكم بالاسلام أو حكم بأحكام الكفر، مخلصا للأمة أو عميلا لدولة كافرة. وجوز أن تدفع الدولة المسلمة الجزية للدولة الكافرة[3].
[1] – الشخصية الاسلامية 2/154
[2] – نشرة أجوبة وأسئلة ربيع الثاني 1390 هـ الموافق 5/6/1970.
[3] – كتاب نداء حار الى العالم الاسلامي 109.
صهيب العربي April 6th, 2009 11:33 PM
—————-
ضلالات حزب التحرير!!
في الولاء والبراء
إن موالاة أهل البدع القائلين بتحريف القرآن وكفر الصحابة مخالف لدين الاسلام فكما أنهم يتغنون بالبراءة من الحكام بغير ما أنزل الله فليتبرؤا من أهل البدع براءتهم من غيرهم. فإن أهواء أهل البدع أخطر على الناس من ظلم الحاكم أو كفره.
في القضاء والقدر
قال تقي الدين النبهاني « ان أهل السنة عندهم احتيال على الألفاظ في هذه المسألة» أي القضاء والقدر»[1]. وكأنه يرى نفسه خارجا عن أهل السنة والجماعة. اللهم الا أن يقصد الماتريدية والأشاعرة فتسميتهم أهل سنة مع الاعتراف بتحايلهم فيه تناقض.
فإن المحققين من الأشاعرة كالجويني اعترفوا بانحراف المذهب الأشعري في القدر مما اضطر هو والباقلاني الى الاعتراف بضرورة إجراء تعديل في مفهوم المذهب للقدر.
وقد زعم الحزب أن «مسألة القضاء والقدر لم تأت في الكتاب ولا في السنة بهذين اللفظين مقرونتين» [2] .
وهذا خطأ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم « أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس»[3].
في الايـمـــان بالعقل
قال حزب التحرير في « وقد بنى الاسلام العقيدة على العقل».
وقالوا «لأن عقيدة الاسلام عقيدة عقلية وعقيدة سياسية»
[4].
فالعقل عند التحريريين أصل من أصول الدين لأن العبد يعرف ربه بالعقل [5].
ويناقض ذلك قول عمر بكري التحريري أن التفرق حدث بين المسلمين لأنهم استخدموا عقولهم في أمور العقيدة» [6].
وتمجيد العقل لوثة اعتزالية سبق اليها أضل خلق الله كالفلاسفة والمعتزلة حيث حمّلوا العقل ما لا يحتمل فخرجوا بعقولهم عن المعقول والمنقول. واتخذوا عقولهم آلهة ونتج عن ذلك العبث بآيات الله والقول في الله وصفاته بغير علم ولا هدى.
المصادر :
[1] – الشخصية الاسلامية 1/54.
[2] – الدوسية ص 18.
[3] – أخرجه الهيثمي في (مجمع الزوائد 5/6) وحسنه الحافظ في (فتح الباري 10/167).
[4] – كتاب الايمان ص 68 حزب التحرير ص 26.
[5] – تعس عبد العقل.
[6] – تفسير المائدة 2/29.00.
===========
حزب التحرير
مما شذ به حزب التحرير عنِ الأمةِ قولهُم بأنَّ من يموتُ دون أن يبايع الخليفة فميتته ميتة الجاهلية أي عُبَّادِ الأوثانِ، فعلى قول حزب التحرير كلُّ مسلمٍ يموت منذ أكثرَ من مائةِ سنةٍ مِيتتُهُ ميتة جاهلية لأنهُ لا يوجدُ خليفةٌ منذُ ذلك الزمن، أما الخلافة العامة التي تدير شؤون المسلمين كلهم فقد انقطعت منذ زمان طويل. فالمسلمونَ في تركِ نصبِ الخليفةِ اليومَ لهم عذرٌ، أعني الرعايا، الرعايا لا يستطيعونَ اليومَ نَصبَ خليفةٍ فما ذنبُهم، وقد قالَ اللهُ تعالى: [لا يُكلفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعها] سورة البقرة /286 .
حزب التحرير يوافق المعتزلة ويقول ان العبد يخلق افعاله.
وأعظمُ من هذا ضلالاً قول فرقة حزب التحرير ان العبد يخلق أفعاله الاختيارية ليس الاضطرارية خالفوا قولَ اللهِ تعالى: [اللهُ خالِقُ كلِّ شئ ] سورة الزمر /62. لأن الشئ يَشملُ الجسمَ وعملَ الجسم، وقولَه: [هل من خالقٍ غيرُ اللهِ] سورة فاطر/3، وقولَه: [قل إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحيايَ ومماتِي للهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ له] سورة الأنعام /162.
- ومن ضلالات حزب التحرير زعمهم ان العصمة للانبياء تكون بعد الوحي لا قبله.
- وكذلك من ضلالات حزب التحرير قولهم ان المشي بقصد الزنى و الفجور لا يحرم.
- ومن ضلالاتحزب التحرير ايضا اباحتهم تقبيل ولمس الرجل للمرأة الأجنبية التي لا تحل له.
فيجبُ الإنكارُ على اتباع حزب التحرير وتحذيرُ الناسِ من حزب التحرير ومن كلِّ فرقةٍ خالفَتْ ما درَجَ عليه المسلمونَ من أيامِ الصحابةِ إلى هذا العصرِ وهم جمهورُ الأمة، وهؤلاء الشاذونَ شراذمُ قليلةٌ باعتبارِ كثرةِ أهلِ السنة، وقد أوصى رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلُزومِ الجماعةِ وقد صحَّ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنهُ قالَ: “عليكم بالجماعةِ وإياكم والفُرقة فإنَّ الشيطانَ مع الواحِدِ وهو منَ الاثنينِ أبعدُ، فمن أرادَ بُحْبوحَةَ الجنةِ فليَلْزَمِ الجماعةَ”. رواهُ الترمذيٌُّ في جامِعِهِ وقالَ حديثٌ حسنٌ صحيحٌ وابن حبان وابن ماجة وغيرهم.
نصيحتُنا لاتباع حزب التحرير أن يتعلَّموا علمَ الدينِ من أَفواهِ أهلِ السنةِ ليس من مؤلفاتِ تقيِّ الدينِ النبهاني بل أن يقرؤوا على أهلِ العلمِ كتبَ العلماءِ المعتبرةَ ككتابِ البخاريِّ المُسمَّى “خلقُ أفعالِ العبادِ” وكتابِ أبي جعفر الطحاوي المسمَّى بالعقيدة الطحاوية وكتابِ “تفسير الأسماءِ والصفاتِ” للإمامِ أبى منصور عبدِ القاهرِ بنِ طاهر البغداديِّ. فإن تخلَّيْتم عن عقائدِكم وأخذتُم بهذهِ العقائدِ اهْتديتُم وإلى اللهِ ترجِعُ الأمورُ وإليهِ المآلُ والنُّشور.
والله اعلم
==========
الدليل العقلي على فسادِ قول المعتزلة بأن العبد يخلق افعاله.
قال أهلُ الحقّ: «امتنعَ خلقُ العبدِ لفعلِهِ لعمومِ قدرةِ الله تعالى وإرادتِهِ وعلمِهِ».
وبيانُ الدليل على ذلكَ أن قدرة الله عامَّةٌ وعلمَهُ كذلكَ وإرادتَهُ كذلكَ، فإنَّ نسبَتَها إلى الممكنات نسبةٌ واحدةٌ.
فإنّ وجودَ الممكن إنما احتاج إلى القادرِ من حيثُ إمكانُهُ وحدوثُهُ.
فلو تخصَّصَت صفاتته هذه ببعضِ الممكنات لَلَزِمَ اتصافُهُ تعالى بنقيض تلك الصفات من الجهل والعجز وذلكَ نقص والنقص عليه محال، ولاقتضَى تخصُّصُها مُخَصّصًا وتعلَّقَ المُخَصّصُ بذات الواجب الوجود وصفاته وذلكَ محال، فإذًا ثبتَ عمومُ صفاتِهِ.
فلو أرادَ الله تعالى إيجاد حادث وأراد العبد خلافَهُ ونفذَ مرادُ العبد دون مراد الله للزم المحال المفروضُ في إثبات إلهين، وتعدُّدُ الإله محالٌ بالبرهانِ، فما أدَّى إلى المحالِ محالٌ».
تنبيه: «يجب تكفير المعتزلة القائلين بأنّ العبد يخلق أفعاله الاختيارية أي يحدثها من العدم إلى الوجود لأنهم كذّبوا قول الله تعالى :{هل من خالقٍ غيرُ الله} [سورة فاطر/3]، وقول الله :{قلِ اللهُ خالق كل شىء} [سورة الرعد/16] وءايات أخرى كثيرة وأحاديث عديدة. وهؤلاء المعتزلة هم القدرية الذين سمّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة، وقد أورد هذا الحديث أبو حنيفة في إحدى رسائله الخمس وهو صحيح عنده لأنه أورده في معرِض الاحتجاج، وهم الذين شدّد عليهم النكير عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما وغيره من أكابر الصحابة ومن جاء بعدهم . قال ابن عباس رضي الله عنهما: «كلام القدرية كفر»، وقال سيدنا علي بن أبي طالب للقدري: «إن عُدت إلى هذا لأقطعن الذي فيه عيناك»، وكذلك الحسن بن علي بن أبي طالب والإمام المجتهد عبد الله بن المبارك فقد حذّر من ثور بن يزيد وعمرو بن عبيد الذي كان من رءوس المعتزلة، وقد ألّف في الرد عليهم الحسن بن محمد ابن الحنفية حفيد سيّدنا علي بن أبي طالب، وكذا الإمام الحسن البصري، والخليفة الأموي المجتهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم، وعلى تكفيرهم كان الإمام مالك فقال حين سُئل عن نكاح المعتزلة :{ولَعَبد مؤمنٌ خيرٌ من مشرك} [سورة البقرة/221]، نقل ذلك عنه أبو بكر ابن العربي المالكي، والزركشي في شرحه على أصول ابن السبكي، وكذلك كفّرهم إماما أهل السنّة أبو منصور الماتريدي الحنفي، وأبو منصور عبد القاهر البغدادي التميمي الشافعي شيخ الأشاعرة وشيخ الحافظ البيهقي الذي قال فيه ابن حجر الهيتمي: «الإمام الكبير إمام أصحابنا أبو منصور البغدادي».
وقد قال شارح إحياء علوم الدين الإمام الفقيه المحدّث اللغوي محمد مرتضى الزبيدي(إتحاف السادة المتّقين (2/135)) : «لم يتوقف علماء ما وراء النهر من أصحابنا ـ يعني الماتريدية ـ في تكفير المعتزلة» اهـ. وقال الزاهد الصفّار من أكابر الحنفية: «يجب إكفار القدري ـ أي المعتزلي ـ في قوله: إن العبد يخلق أفعال نفسه، وفي قوله: إن الله لم يشأ وقوع الشر» اهـ.
وممن نقل أيضًا تكفيرهم الإمام شيخ الإسلام البلقيني، وردّ عليهم الإمام المتولي في كتابه الغنية في العقيدة وهما من أكابر أصحاب الوجوه من الشافعية، والإمام أبو الحسن شيث بن إبراهيم المالكي، وكذلك الإمام ابن التّلمساني المالكي في كتابه شرح لمع الأدلة لإمام الحرمين وغيرهم، ولم يصح عن إمام مجتهد كالشافعي وغيره القول بترك تكفير هذا الصنف من المعتزلة.
فبعد هذا لا يلتفت إلى ما يخالفه ولا يغترّ بعدم تكفير بعض المتأخرين لهم، فقد نقل الأستاذ أبو منصور التميمي في كتابه التذكرة البغدادية وكتابه تفسير الأسماء والصفات تكفيرهم عن الأئمة فقال(أصول الدين (ص/337، 341، 342، 343)): «أصحابنا أجمعوا على تكفير المعتزلة»(تفسير الأسماء والصفات (ق/191)). وقوله: «أصحابنا» يعني به الأشاعرة والشافعية لأنه رأس كبير في الأشاعرة الشافعية، وهو إمامٌ مقدّم في النقل معروف بذلك بين الفقهاء والأصوليين والمؤرخين الذين ألّفوا في الفِرق، فمن أراد مزيد التأكد فليطالع كتبه هذه، فلا يُدافع نقله بكلام بعض المتأخرين.
وما يذكر من العبارات التي تفهم ترك تكفيرهم عن بعض المشاهير كالنووي فقد يؤول بأن مراده من لم تثبت عليه قضية معينة تقتضي كفرَه من مسائلهم، لأن منهم من ينتسب إليهم ولا يقول بجميع مقالاتهم كبشر المريسيّ والمأمون العباسي، فإن بشرًا كان موافقهم في القول بخلق القرءان وكفَّرهم في القول بخلق الأفعال؛ فلا يحكم على جميع من انتسب إلى الاعتزال بحكم واحد ويحكم على كل فرد منهم بكونه ضالا، فالذين لا يعتقدون من الاعتزال أصوله الكفرية إنما ينتسبون إليهم ويعتقدون بعض المسائل الأخرى كعدم رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة فهؤلاء الذين لم يكفّرهم من تحاشى تكفيرهم. ومن أراد المزيد فليراجع الكتب التي ألّفت في الفِرق لبيان مقالاتهم وأقوال العلماء فيهم. وكذلك قول الإمام أحمد في المعتصم «يا أميرَ المؤمنين» فإن المعتصم والمأمون لم يثبت عنهما القول بخلق العبد لفعله كما تقول المعتزلة إنما وافقا المعتزلة في القول بخلق القرءان، ولا يعني المعتصم والمأمون أنه ليس لله كلام إلا هذا اللفظ المنزل الذي هو مخلوق لله كما تعتقد المعتزلة، إنما وافقاهم في القول بمخلوقية اللفظ ففرق بينهما وبين المعتزلة لأن المعتزلة نفوا الكلام القائم بذات الله وقالوا ليس لله كلام إلا الكلام الذي يخلقه في غيره كالشجرة التي كان عندها موسى، فحكم المعتزلة الذين نفوا الكلام القائم بذات الله غير حكم من قال بمخلوقية اللفظ المنزل، ولا يستطيع أحد أن يثبت عن الخليفتين أنهما تلفظا بنفي الكلام الذاتي عن الله، فالتسوية بينهما وبين المعتزلة جهل بالحقيقة كما ادعى البوطي في بعض كلامه حيث إنه احتج بقول الإمام أحمد للمعتصم «يا أمير المؤمنين» بأن أحمد لم يكفّرهم وهذا تقويلٌ للإمام ما لم يقله، ولا يستطيع أن يثبت عن أحمد أنه قال عن المعتصم أنه كان يقول بما تقول المعتزلة أنه ليس لله كلام إلا ما يخلقه في غيره، ودون ذلك خرق القتاد.
وقد أنكر الحافظ البلقيني في حواشي الروضة قول صاحب الروضة بصحة القدوة بهم في الصلاة قال(حواشي الروضة للبلقيني (1/83)): «وقول الشافعي رضي الله عنه: «أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية» محمول على من لم تثبت فيهم قضية معينة تقتضي تكفيرهم، واستدلَّ لذلك بقوله لحفص الفرد لما جادله في مسئلة القول بخلق القرءان فأفحمه الشافعي: «لقد كفرت بالله العظيم». وردّ البلقيني تأويل قول الشافعي هذا بكفران النعمة فقال في حاشيته على روضة الطالبين ما نصه(حواشي الروضة للبلقيني (1/83)) : «قوله ـ يعني النووي ـ: وأطلق القفال وكثيرون من الأصحاب القول بجواز الاقتداء بأهل البدع، وأنهم لا يكفرون، قال صاحب العُدة: هو ظاهر مذهب الشافعي رضي الله عنه، زاد ـ أي النووي ـ هذا الذي قاله القفّال وصاحب العدة هو الصحيح أو الصواب، فقد قال الشافعي: أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم، ولم يزل السلف والخلف على الصلاة خلف المعتزلة وغيرهم». قال البلقيني: «فائدة: الصحيح أو الصواب خلاف ما قال المصنف ـ يعني النووي ـ وقول الإمام الشافعي رضي الله عنه محمول على من ذكر عنه أنه من أهل الأهواء ولم يثبت عليه قضية معينة تقتضي كفره، وهذا نص عام، وقد نص نصًّا خاصًّا على تكفير من قال بخلق القرءان، والقول بالخاص هو المقدّم، وأمّا الصلاة خلف المعتزلة فهو محمول على ما قدمته من أنه لم يثبت عند المقتدين بهم ما يكفرهم». ثم قال البلقيني: «قوله ـ يعني النووي ـ وقد تأوّل البيهقي وغيره من أصحابنا المحققين ما جاء عن الشافعي وغيره من العلماء من تكفير القائل بخلق القرءان على كفران النعم لا كفران الخروج عن الملّة». قال البلقيني: «فائدة: هذا التأويل لا يصح لأن الذي أفتى الشافعي رضي الله عنه بكفره بذلك هو حفص الفرد، وقد قال: أراد الشافعي ضرب عنقي، وهذا هو الذي فهمه أصحابه الكبار وهو الحقّ وبه الفتوى خلاف ما قال المصنّف».اهـ.
ويرد تأويل من أوَّل عبارة الشافعي المذكورة في حق حفصٍ بكفران النعمة لا كفران الجحود ما ثبت عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ربيعة بن سليمان المراديّ صاحب الشافعي أن الشافعيّ كفَّره أي حفصًا كما أنه هو الراوي لقول الشافعي لقد كفرتَ بالله العظيم.
فلا يجوز التردّد في تكفير المعتزلة القائلين بأن الله كان قادرًا على خلق حركات العباد وسكونهم ثم لما أعطاهم القدرة عليها صار عاجزًا عنها، حكى ذلك غير واحد من الأكابر منهم الإمام أبو منصور الماتريدي، والإمام أبو منصور البغدادي، والإمام أبو سعيد المتولي، والفقيه المالكي شيث ابن إبراهيم، وإمام الحرمين وغيرهم كما تقدم، فكيف يسوغ ترك تكفيرهم بعد هذا الذي هو صريح في نسبة العجز إلى الله.
قال الزركشي في تشنيف المسامع ما نصه: «وقد نص الشافعي على قبول شهادة أهل الأهواء، وهو محمول على ما إذا لم يؤد إلى التكفير، وإلا فلا عبرة به».اهـ. وهذا يؤكد ما قاله البلقيني في حواشي روضة الطالبين بأن مراد الشافعي بقوله أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من لم تثبت بحقه قضية تقتضي تكفيره منهم، يعني كقولهم إن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية استقلالاً، وإن الله كان قادرًا على خلقها قبل أن يعطيهم القدرة فلما أعطاهم صار عاجزًا.
أما حديث النبي صلى الله عليه وسلم المشهور :«القدرية مجوس هذه الأمة»(أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنّة: باب في القدر، وصححه الحاكم في المستدرك (1/85) ووافقه الذهبي). فمعناه أمّة الدعوة، وأمّة الدعوة تشمل الكافرين والمؤمنين، لأن لفظ أمتي ونحوه يحمل على من اتبعه في بعض المواضع، وفي بعض المواضع يطلق على من توجهت إليه دعوته فمنهم من ءامن ومنهم من أبى».



تحياتي


مــــدونـــــتـــــي عـــــالــــــمـــي الـــــخـــــاص
ترحب بزوارها,,,,
مدونه البركــــــان
مدونه البركــــــان


http://msafir2005com.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: