الأربعاء، 3 أغسطس 2011

” ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ”

 ” ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ”




















قوله تعالى:

{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب
بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب
فأولئك هم الظالمون} (الحجرات:11)



*** 
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل وخير رسول أرسل وجعلنا خير أمة أخرجت للناس، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، أدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله خير جهاده ما ترك أمراً يقربنا لله إلا قربنا منه، نزل الله عليه الكتاب بيناً وهدى وبشرى للمسلمين، اللهم صلي وسلم وبارك على هذا النبي الكريم وعلى آله وصحابته





وبعد .......








عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:


قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

” ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ” 
(رواه البخاري في الأدب وأحمد وإبن حبان والحاكم) 
من سب مسلماً فقد فسق 
لقوله صلى الله عليه وسلم: [سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر] (متفق عليه) 
ومن لعن مسلماً فكأنما قتله..
لقوله صلى الله عليه وسلم [لعن المسلم كقتله]
وقد اشتملت سورة الحجرات على آيات كثيرة محذرة من هذا:منها قوله تعالى:{ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} (الحجرات:11) 
والمعنى أن من فعل ذلك كان فاسقاً بعد أن كان مؤمناً، كما أطلق الله وصف الفسقأيضاً على من سب المحصنة المؤمنة فقال تعالى: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون} (النور:4) فسمي الذين يفعلون ذلك فساقاً،
وأما الغيبة فقد جاء فيها قوله تعالى: {ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} (الحجرات:12) 
أي لمن تاب من هذه الآثام وقد سبق في الحديث ان الغيبة أشد من الربا والربا اشد من الزنا بالأم. 
ولا يجوز لمسلم أن يستحل سب المسلم أو شتمه أو عيبه أو غيبته إلا في حق كأن يكون مظلوماً يرد عن نفسه كما قال تعالى: {لا يحب الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم} (النساء:148) 
أي من اعتدى عليه أولاً فله الحق أن ينتصر من ظالمه بأن يسبه كما سبه،
أو يذكر ظلمه للناس ولكنه لا يجوز له أن يعتدي بأكثر مما سب وعيب به، 
لقوله تعالى: {ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} (البقرة:190) وكقوله: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل *إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} (الشورى:41-42)
ولا شك أن الصفح والمغفرة لأعظم وآجر عند الله لقوله تعالى: {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور} (الشورى:43). 
إن اللعن والسب والشتم والفحش في الكلام والطعن في الأنساب ، كل ذلك ليس منشيم المتقين . وسباب المسلم فسوق يعني أن السابّ نفسه فاسق لأن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر(43). 
أما لعن من فعل فعلا معينا دون تخصيص لأحد فهو جائز ، 
فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه ،
ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، 
ولعن من لعن والديه ، ومن عمِل عمَل قوم لوط ، والراشي والمرتشي ، والمحتكر ،
والخمر وشاربها وساقيها وآكل ثمنها وبائعها ومستقيها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ، ولعن المرأة إذا خرجت من دارها بغير إذن زوجها ، ولعن النامصة والمتنمصة ، ولعن المرأة إذا باتت وزوجها عليها ساخط ، ولعن من خبب إمرأة على زوجها ، وقد لعن الله تعالى في القرآن الظالمين والكاذبين: ” ألا لَعنةُ اللّهِ على الظالِمين ” (44) ، ” ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَلْ لَعنةَ اللّهِ على الكاذِبينَ ” (45).ـ 
وفي النميمة يقول صلى الله عليه وسلم:[لا يدخل الحنة القتات] (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وأحمد) والقتات هو النمام
الذي ينقل الحديث ليوقع بين الناس
والذي يسمع إنساناً أو يغيبه فيوصل كلام المسبوب له 
بغية الوقيعة حتى لو كان صادقاً فيما نقل،
ولاشك أن تشريع الله لكل هذه الأمور إنما هو للحفاظ على وحدة الجماعة الإسلامية 
وتنقية صفوفها من الفرقة والخلاف. 
إن من أشنع أنواع السباب رمي المسلم بالكفر. 
ومثل هذا شائع بين مدّعِي العلم وهم أبعد ما يكون عن العلم 
حيث يتهمون من يخالفهم في الرأي به. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تكفير المسلمين ، لأن من قال لأخيه يا كافر ، باء بها أحدهما(46) ، أي إما أن يكون صادقا أو أن تعود كلمة الكفر عليه هو والعياذ بالله. 
والمؤمن بعيد عن السب والشتم ولا يستخدم الألفاظ البذيئة
في جد ولا هزل ولا في رضا أو غضب . 
ومن الضروري تنشئة الأطفال بعيدا عن إستخدام تلك الألفاظ 
لأن محوها بعد ما يكبر الشخص 
إن تعوّد عليها وهو طفل صغير صعب ،
وحتى إن تركها فربما تفوه بها دون شعور في حالات الغضب.

****


(إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون، 
الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون


**
















تحياتي




اخوكم
العبد الفقير لله 

ليست هناك تعليقات: